توصل العلماء أخيرًا إلى تحديد الجينات المسؤولة عن التبول اللاإرادي الذي يعاني منه ملايين الأطفال حول العالم.
من المعروف أن التبول اللاإرادي الليلي، المعروف رسميًا باسم سلس البول الليلي، هو حالة وراثية للغاية، ولم يكن قبل الدراسة الأخيرة بالإمكان تحديد أي من الجينات المسؤولة.
وحدد الباحثون بجامعة آرهوس في الدنمارك، المتغيرات الجينية التي تزيد من خطر التبول اللاإرادي، ويأملون أن تساعد النتائج في تطوير علاج لهذه المشكلة في المستقبل.
ودرس الباحثون سبب تعرض بعض الأشخاص للتبول اللاإرادي أكثر من غيرهم، من خلال تحليل جينات 3900 طفل وشاب دنماركي تم تشخيص إصابتهم بسلس البول الليلي أو تناولوا أدوية لعلاجه، ومقارنتهم بنحو 31ألف طفل وشاب لم يعانوا من المشكلة.
المتغيرات الجينية وخطر التبول اللاإرادي
وتوصلت الدراسة إلى تحديد موقعين في الجينوم، حيث زادت المتغيرات الجينية المحددة من خطر التبول اللاإرادي.
قالت سيسيلي سيجارد يورجنسن، المؤلف الأول للدراسة: "الجينات السببية المحتملة التي نشير إلى أنها تلعب أدوارًا فيما يتعلق بضمان أن يطور دماغنا القدرة على الحفاظ على إنتاج البول منخفضًا في الليل، وأن يتم تنظيم نشاط المثانة وتسجيله، وأن ننام بطريقة مناسبة، من بين أمور أخرى".
وأظهر التحليل أيضًا أن المتغيرات الجينية الشائعة يمكن أن تفسر ما يصل إلى ثلث المخاطر الجينية للتبول اللاإرادي. ويشير هذا إلى أن المتغيرات الجينية التي لدينا جميعًا قد تؤدي إلى التبول اللاإرادي اللاإرادي، عندما تحدث في توليفة معينة، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل".
اظهار أخبار متعلقة
وقالت جين هفاريجارد كريستنسن، إحدى الباحثين في الدراسة: "يعاني ما يصل إلى ستة عشر في المائة من جميع الأطفال في سن السابعة من سلس البول الليلي، وعلى الرغم من أن الكثير منهم يتخلص منه، فإن واحدًا إلى اثنين في المائة من الشباب لا يزالون يعانون من هذه المشكلة".
وأضافت "إنها حالة خطيرة يمكن أن تؤثر سلبًا على احترام الأطفال لذاتهم ورفاههم. على سبيل المثال، قد يخاف الأطفال من التعرض للتنمر، وغالبًا ما يختارون عدم المشاركة في الأحداث التي تتضمن الإقامة طوال الليل".
وأشارت كريستنسن إلى أن "هناك عوامل خطر أخرى في اللعب لم نقم بتحديدها بعد - سواء كانت وراثية أو بيئية"، لافتة إلى أنه "من الواضح أن هذا أمر معقد للغاية، وأنه لا يمكن الحديث عن جين واحد يسبب سلس البول الليلي".
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
وعلى وجه الخصوص، وجد الباحثون أن الأطفال الذين لديهم متغيرات جينية تزيد من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كانوا عرضة بشكل خاص للتبول اللاإرادي.
وأضافت كريستنسن: "النتائج التي توصلنا إليها لا تعني أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يسبب التبول اللاإرادي عند الطفل، أو العكس، ولكن فقط أن الحالتين لهما أسباب وراثية مشتركة".
وأوضحت ان "المزيد من البحث في هذا المجال سيكون قادرًا على توضيح التفاصيل في الاختلافات البيولوجية وأوجه التشابه بين الاضطرابين".
وللتحقق من النتائج التي توصلوا إليها، قام الباحثون أيضًا بتحليل أكثر من 5500 شخص من أيسلندا، ووجدوا أن المتغيرات الجينية نفسها يبدو أنها تزيد أيضًا من خطر التبول اللاإرادي.
قالت كريستنسن: "هذا يعني أنه يمكننا أن نكون أكثر ثقة بأن نتائجنا ليست مصادفة. في المستقبل، نرغب في معرفة ما إذا كانت نفس المتغيرات الجينية تزيد من خطر التبول اللاإرادي لدى الأطفال في أجزاء أخرى من العالم. التبول اللاإرادي ليس مجرد مشكلة في شمال أوروبا ولكنه يؤثر على ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم".
ويأمل الباحثون أن تساعد النتائج التي توصلوا إليها في اكتساب فهم أعمق لما هو مطلوب للتخلص من تلك المشكلة.
وخلصت الدكتور كريستنسن إلى أنه "في الوقت الحالي، ما زلنا لا نستطيع استخدام الملف الجيني للطفل للتنبؤ، على سبيل المثال، بما إذا كان الطفل سيتخلص من حالته، أو ما إذا كان هناك علاج معين يعمل. ربما يكون هذا ممكنًا في المستقبل عندما يتم إجراء المزيد من الدراسات التفصيلية".