توصلت تجربة سريرية حديثة إلى أن دواء يُستعمل في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي قد يجعل النشاط البدني اليومي أسهل قليلاً للمرضى الذين يعانون من التليف الرئوي.

شملت الدراسة، التي نُشرت مجلة (New England Journal of Medicine)، مرضى يعانون من ارتفاع ضغط الدم في الرئتين بسبب مرض الرئة الخلالي، الذي يصيب الأنسجة المحيطة بالحويصلات الهوائية والأوعية الدموية في الرئتين.

وهذا المرض له مجموعة من الأسباب، منها التدخين، إلى جانب التعرض للسموم مثل الأسبستوس، وكذلك أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. وفي بعض الأحيان، لا يوجد سبب واضح.

ومن المضاعفات المحتملة والخطيرة له، ارتفاع ضغط الدم الرئوي، حيث تصبح الأوعية التي تمد الرئتين بالدم صلبة وضيقة.

وبمجرد ظهور ارتفاع ضغط الدم الرئوي، يمكن أن يصاب المريض بضيق في التنفس ويجد صعوبة في المشي، وغالبًا ما يحتاج إلى المزيد من الأكسجين الإضافي، وقد تؤدي المضاعفات أيضًا إلى الوفاة المبكرة، حسبما ذكرت وكالة "يو بي آي.

اظهار أخبار متعلقة

دواء واعد 

قال الدكتور ستيفن ناثان، كبير الباحثين في الدراسة، ومدير برنامج أمراض الرئة المتقدم وزرع الرئة في مستشفى إينوفا فيرفاكس في فولز تشيرش بولاية فيرجينيا، إنه لم تتم الموافقة على أي دواء خصيصًا لارتفاع ضغط الدم الرئوي الناجم عن مرض الرئة الخلالي ( ILD).

وأوضح أنه توجد أدوية لشكل آخر من أشكال ارتفاع ضغط الدم الرئوي، يُعرف باسم ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي. وهذه الأدوية عبارة عن موسعات للأوعية الدموية، مما يعني أنها تساعد الأوعية الدموية في الرئتين على الاسترخاء والتوسع.

ووجد فريق الباحثين أن أحد هذه الأدوية - وهو "تريبروستينيل"، يحسن القدرة على ممارسة الرياضة لدى مرضى الرئة الخلالي.

على مدار 16 أسبوعًا، كان المرضى الذين تم تعيينهم عشوائيًا لاستخدام الدواء قادرين على تحسين أدائهم في المشي لمدة ست دقائق على جهاز المشي.

علاوة على ذلك، ظل مرض الرئة لديهم أكثر استقرارًا. وأظهر حوالي 23 في المائة تدهورًا، مقارنة بـ 33 في المائة من المرضى الذين تم اختيارهم عشوائيًا لتناول دواء وهمي، وهو محلول غير نشط عن طريق الاستنشاق.

وتعد هذه التجربة هي الأولى التي تظهر "بشكل لا لبس فيه" فوائد الأدوية الموسعة للأوعية للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناجم عن مرض الرئة الخلالي، وفقًا لما ذكره كبير مؤلفي الدراسة.

وكانت فترة الدراسة قصيرة - 16 أسبوعًا - ومن غير الواضح ما هي الآثار طويلة المدى، بما فيها ما إذا كان العلاج يمكن أن يساعد في إطالة عمر المرضى.

وأشار ناثان إلى أن الأدوية الحالية لعلاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي تمت الموافقة عليها على أساس تجارب أقصر.

في انتظار الموافقة

وقال إن النتائج الجديدة يجب أن تكون كافية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة على "تريبروستينيل" لمرضى الرئة الخلالي.

وأضاف ناثان "إنه دليل كاف بالنسبة لي لوصفه لمرضاي". يُسمح للأطباء بوصف الأدوية المعتمدة من قِبل إدارة الأغذية والأدوية للاستخدامات غير المعتمدة عندما يعتقدون أنها مناسبة من الناحية الطبية.

ووصف الدكتور ألبرت ريزو ، كبير المسؤولين الطبيين في جمعية الرئة الأمريكية، النتائج بأنها مشجعة.

وقال: "هؤلاء المرضى يعانون من إعاقة شديدة"، ومن المهم تحسين اختبار المشي لمدة ست دقائق. يعود ذلك جزئيًا إلى أن المشي جزء أساسي من إدارة أمراض الرئة.

قال ريزو: "نريد أن يظل المرضى نشيطين، والمشي هو أفضل تمرين بالنسبة لهم".

وأضاف إن الهدف الأوسع هو تحسين نوعية حياة المرضى.

في التجربة، لم يقم المرضى الذين يستخدمون "تريبروستينيل" بتقييم جودة حياتهم بشكل أعلى من مرضى العلاج الوهمي.