توصلت دراسة حديثة إلى أن مرضًا نادرًا في المخ يسبب فقدان المهارات اللغوية لكنه لا يؤدي إلى فقدان الذاكرة.
الحبسة المترقية الأولية
ويُطلق على هذه الحالة اسم "الحبسة المترقية الأولية"، والذي يعاني حوالي 40 في المائة من المصابين بها من مرض الزهايمر الأساسي، وفقًا للباحثين.
وقالت مارسيل ميسولام، مؤلف الدراسة في بيان صحفي: "بينما علمنا أن ذكريات الأشخاص المصابين بالحبسة المترقية الأولية لم تتأثر في البداية، لم نكن نعرف ما إذا كانوا قد حافظوا على أداء ذاكرتهم على مدى سنوات".
وأضاف مدير مركز علم الأعصاب الإدراكي ومرض الزهايمر في كلية الطب بجامعة نورث وسترن: "كان من الصعب تحديد ذلك لأن معظم اختبارات الذاكرة تعتمد على المهارات اللفظية التي فقدها هؤلاء الأشخاص أو يفقدونها".
وقام الباحثون بتقييم 17 شخصًا يعانون من الحبسة المترقية الأولية المرتبطة بمرض الزهايمر و14 شخصًا يعانون من مرض الزهايمر النموذجي وفقدان الذاكرة.
اظهار أخبار متعلقة
ولاختبار مهارات الذاكرة، عُرض على المشاركين المصابين بالحبسة المترقية الأولية صورًا لأشياء شائعة، وبعد عشر دقائق، عرضت نفس الصور مع آخرين وطلب منهم اختيار ما رأوه من قبل. وأجري الاختبار بمعدل 2.4 سنة بعد ذلك.
في غضون ذلك، استمع المشاركون المصابون بمرض الزهايمر إلى قائمة من الكلمات الشائعة، وتم إعطاؤهم الكلمات نفسها مع الآخرين لاحقًا، وطلب منهم تحديد ما سمعوه من قبل، وتم اختبارهم في البداية، ومرة أخرى بمعدل 1.7 سنة بعد ذلك.
نتائج الاختبار
وكان لدى كلا المجموعتين أيضًا اختبارات مهارات لغوية. وبينما لم يظهر المشاركون المصابون بالحبسة الكلامية، أي انخفاض في مهارات الذاكرة أثناء الدراسة، فقد كان لديهم انخفاض كبير في المهارات اللغوية.
وفي الوقت نفسه، كان المرضى المصابون بمرض الزهايمر النموذجي يعانون من انخفاض حاد في الذاكرة اللفظية والمهارات اللغوية.
وكشف تشريح الدماغ لثمانية من مرضى الحبسة الكلامية، وجميع مرضى الزهايمر عن كميات مماثلة من اللويحات والتشابكات المرتبطة بمرض الزهايمر في كلا المجموعتين.
وقال ميسولام: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمساعدتنا في تحديد العوامل التي تسمح (للأشخاص المصابين بالحبسة التقدمية الأولية) بإظهار مرونة مهارات الذاكرة حتى في مواجهة أمراض داء الزهايمر الكبيرة في الدماغ".