كشفت نتائج تجربة سريرية صغيرة جديدة، أن الخلايا الجذعية المستمدة من الحبل السري للطفل يمكن أن تساعد في إنقاذ حياة مرضى كوفيد -19 الأكثر مرضًا.

ووجد الباحثون أن مرضى كوفيد المصابين بأمراض خطيرة، والذين تلقوا جرعتين من الخلايا الجذعية في الوريد يفصل بينهما ثلاثة أيام كانوا أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة والتعافي بسرعة.

وقال كبير الباحثين الدكتور كاميلو ريكوردي في بيان صحفي: "النتائج مذهلة للغاية".

وأصاف مدير معهد أبحاث مرض السكري ومركز زرع الخلايا في كلية الطب بجامعة ميامي ميلر: "من المحتمل أن تكون أفضل تجربة تم إجراؤها على الإطلاق لعلاج كوفيد، لأن لدينا بقاء بنسبة 100 في المائة في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 85 عامًا مقابل بقاء 42 في المائة في المجموعة الضابطة".

تضمنت التجربة السريرية، 24 مريضًا من كوفيد في أحد مستشفيين في ميامي بالولايات المتحدة أصيبوا بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة الوخيمة، وهي حالة تؤدي فيها الاستجابة المناعية للجسم للعدوى الخطيرة إلى امتلاء الرئتين بالسوائل.

اظهار أخبار متعلقة

وتم اختيار النصف بشكل عشوائي لتلقي دفعتين منفصلتين من 100 مليون خلية جذعية، بينما تلقى الآخرون علاجًا وهميًا. بعد شهر واحد، نجا 91 في المائة من المرضى في المجموعة المعالجة بالخلايا الجذعية مقارنة بـ 42 في المائة في المجموعة الضابطة.

نتائج واعدة

بين المرضى الذين تقل أعمارهم عن 85 عامًا، نجا كل شخص عولج بالخلايا الجذعية.

كما سرعت الخلايا الجذعية من وقت الشفاء. وتمكن أكثر من نصف مرضى الخلايا الجذعية من مغادرة المستشفى في غضون أسبوعين وتعافى أكثر من 80 في المائة بحلول اليوم الثلاثين، مقارنة بأقل من 37 في المائة في المجموعة الضابطة.

وثبت أيضًا أن العلاج آمن، مع عدم وجود آثار سلبية خطيرة له، حسبما نقلت وكالة "يو بي آي" عن نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة (Stem Cells Translational Medicine).

وقال تقد ريكوردي وزملاؤه، إن استخدام الخلايا الجذعية في علاج كوفيد، جاء عندما كانوا يبحثون عن طرق يمكن أن تساعد بها الخلايا الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى يسبب فيها الجهاز المناعي التهابًا شديدًا.

وأظهرت الدراسات السابقة، أن الخلايا الجذعية هي علاج واعد للحد من الاستجابة المناعية المفرطة والالتهاب المفرط، مما يؤدي إلى تلف أعضاء الجسم.

قال الباحث الرئيسي جياكومو لانزوني: "تؤكد نتائجنا التأثير القوي المضاد للالتهابات ، والمعدِّل للمناعة (للخلايا الجذعية السرية). وقد أعاقت هذه الخلايا بوضوح" عاصفة السيتوكين "، وهي السمة المميزة لـ كوفيد – 19 الشديد".

وأضاف لانزوني، أستاذ مساعد في معهد أبحاث السكري بجامعة ميامي: "النتائج مهمة للغاية ليس فقط بالنسبة لـ كوفيد – 19 ولكن أيضًا للأمراض الأخرى التي تتميز بالاستجابات المناعية الشاذة والالتهابية المفرطة، مثل مرض السكري من النوع الأول من المناعة الذاتية".

وأوضح ريكوردي أن الأبحاث التي أجريت في الصين وإسرائيل أشارت إلى أنه يمكن استخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرضى كوفيد – 19، لكن هذه النتائج أثارت شكوكًا واسعة النطاق لأنه لم يتم اختيار أي منها بشكل عشوائي.

اقرأ أيضا:

تحذير: عدم غسل فرشاة الشعر قد يؤدي إلى تساقط الشعر والالتهابات

ضوء أخضر

وحصل فريق الباحثين على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتجربة الخلايا الجذعية كعلاج لمرض السكري من النوع الأول، وهو أمر أكثر تعقيدًا، لأنها يجب أن تمر في شرايين معينة من شأنها توجيه الخلايا مباشرة إلى البنكرياس.

وقال ريكوردي إنه لعلاج كوفيد - 19، "يمكننا فقط إجراء عملية نقل دم بسيطة ، وتنتقل جميع الخلايا تلقائيًا إلى الرئتين".

وأضاف الدكتور أميش أدالجا، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي في بالتيمور، إن "العلاج يبدو واعدًا للغاية ويجب اختباره في تجارب أكبر".

وذكر أدالجا، الذي لم يكن جزءًا من الدراسة: "من الواضح أنك تريد رؤية دراسات أكبر للتأكد من أن نتائجك سليمة. توفر هذه الدراسة الإيجابية طريقًا لدراسات أكبر لفهم مدى نجاح ذلك في مجموعات أكبر من المرضى".

وأعرب أدالجا عن بعض الشكوك في أن الخلايا الجذعية للحبل السري يمكن أن تكون علاجًا يشق طريقه للخروج من المستشفيات الأكاديمية الكبيرة إلى المراكز الطبية المجتمعية الأصغر.

قال: "أن تكون قادرًا على القيام بذلك في مركز طبي أكاديمي شيء واحد. أن تكون قادرًا على القيام بذلك في مستشفى مجتمعي شيء آخر. هل هذا نوع من التدخل قابل للتوسع؟".

ويعتقد ريكوردي أن الخلايا الجذعية يمكن أن تصبح علاجًا واسع الانتشار، بالنظر إلى أن الحبل السري الذي يتم استعادته من طفل حديث الولادة يتمتع بصحة جيدة يمكن أن ينتج أكثر من 10000 جرعة علاجية.

قال إن الفريق قدم للتو أوراقًا لإدارة الغذاء والدواء لتجربة أكبر تشمل 120 مريضًا.

وأضاف: "في غضون ذلك، سنكون قادرين على تقديم الاستخدام الرحيم للمستشفيات في أمريكا الشمالية التي تطلب مساعدتنا ، لشحن هذه الخلايا إليها".

وأشار أدالجا إلى أن هذه لن تكون المرة الأولى التي يقدم فيها مركز أكاديمي علاجًا واعدًا لـ كوفيد – 19 على نطاق واسع.