مرحبًا بك يا صديقتي..
نحن كبشر نخاف، نخاف من الموت، الفقر، المرض، الضعف، إلخ ما هو مهدد لوجودنا، وحياتنا، فنخافه، وهذا من سنة الله في الكون، فنحن نخاف لنصبح أفضل، بالاستعداد، ولحماية أنفسنا من المخاطر، أو لنستقيم ونفعل الخير بسبب خوفنا من الموت مثلًا.
ونحن نخاف ونتهيب المواقف الغريبة، الجديدة، التي من الممكن أن نتعرض لها، وكذلك المراحل الجديدة في حياتنا، فطالب المرحلة الإعدادية يكون لديه خوف من الاقبال على مرحلته الثانوية، وطالب الثانوية قد يتهيب من مرحلته الجامعية، فنحن نخاف المجهول، الغريب، ولا شيء في ذلك كله مادام خوفًا لا يعطل مسيرة حياتنا، خوفًا في حدوده الطبيعية ويؤدي مهمته التي خلق لأجلها.
لذا، رسالتك يا صديقي تنبيء عن خوف "مرضي"، أدى بك للعزوف عن الزواج، وصولًا لدرجة الضيق من سماع كلمات وعبارات تدعو لك بالزواج أو تتمناه لك.
أتفهم أن كثير من الفتيات يعشن في "المفرمة"، وأخريات منغمسات في "الملحمة، ما بين نشأة في بيت معطوب، العلاقة الزوجية فيه بين الوالدين مشوهة، طلاق عاطفي، أو طلاق حقيقي بلا احسان ورقي أخلاقي، أو نشأن في أسر لا تكترث بتعريض أولادها لاساءات نفسية وجسدية، بسوء معاملة، شوهت شخصياتهم وأصابتهم باضطرابات نفسية.
أقدر وأتفهم مدى الجهل، وانعدام الوعي أو قلته، وشيوع الأفكار والمفاهيم الخاطئة حول الزواج، والعلاقة الزوجية، والحب، والرجولة، والقوامة، وإحاطة هذا كله بالبنات.
لذا أتفهم أسباب خوفك من الزواج التي قد تكون واحدة مما ذكرت.
أتفهم أسباب موقفك من الزواج يا صديقتي، ولا أوافقك على طريقة التعاطي مع الأمر.
فالحل لن يكون في الخوف المرضي، ولا العزوف، إنما بمعرفة الذات وتقديرها واحترامها، ومعرفة حقوقها، والتمسك بها، ومعرفة المعاني الصحيحة، للعلاقة الزوجية الصحية، والإختيار وفق هذا كله بلا تنازلات، ولا إجبار من أحد كائنًا من كان على شخص لا يتناسب ومستوى وعيك ونضجك، شخصًا يحمل بعضًا من هذه الأفكار الخاطئة حتى لا تنزل بك مصيبة العلاقة الزوجية المشوهة، غير الصحية، الشائعة، ربما في محيطك.
لا تكرري يا صديقتي أخطاء الأخريات، والآخرين، في زيجاتهم الفاشلة، وفي الوقت نفسه لا تظلمي نفسك، ولا الزواج، بالعزوف عنه والخوف منه.
صديقتي ..
نحن لدينا ثقافة غائبة للأسف مع أنها واجبة، وهي التأهيل النفسي للزواج، فهذه خطوة مهمة ، واجبة على كل مخطوبين، إذ يتوجب الذهاب معًا لمستشار، أو مرشد نفسي، زواجي، لعمل تقييم لنفسية كل منهم، ومدى توافقهم نفسيًا، وعلاج أي مشكلات نفسية لديهم قد تؤدي عاجلًا أو آجلًا لحدوث مشكلات زوجية.
فهلا فعلت أنت بعد اختيارك للشريك المناسب ممن يتقدمون لك؟!
هذا حل خوفك من الزواج..
ومن قبله، لابد من معالجة أسباب خوفك، التي ستحددينها أنت، ويساعدك على التخلص منها معالج نفسي، إعادة برمجة عقلك من جديد وتخليص وعيك مما شابه من كدر الزيجات الفاشلة في محيطك، أو أي أسباب أخرى تسببت في حالتك هذه.
صديقتي، لا تترددي، وامض قدمًا في هذه الخطوات، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟