الشاي هو أشهر مشروب في العالم يتناوله الكبار والصغار منذ آلاف السنين بكل أرجاء المعمورة سواء المدن أو القرى..والشاي هو اسم صيني يطلق على شجرة أو شجيرة وعلى أوراقها وعلى المشروب الذي يصنع من الأوراق، ونباته دائم الخضرة. ينسب إلى نبتة الكاميليا الصينية، وموطنه الأصلي شرقي آسيا. ينمو في موطنه إلى ارتفاع 9 أمتار، ولكنه في المزارع يقلم شجيرات صغيرة طولها 90- 150 سم. أوراقه رمحية الشكل خضراء داكنة، والأزهار عطرة بيضاء مصفرّة.
ذُكر الشاي في المصنفات الصينية في القرن الثالث بديلاً للأنبذة القوية، وزرع في القرن الثامن على نطاق تجاري. استوردته شركة الهند الشرقية الهولندية إلى أوروبا، ح 1600 واستعمل في إنجلترا (ح 1660).
احتكرت شركة الهند الشرقية البريطانية توريده لبريطانيا حتى 1834. وصل إلى المستعمرات الأمريكية 1680 وكان المشروب المفضل حتى استبدلت به القهوة. والشاي يُعتبر أكثر المشروبات استهلاكاً بعد الماء، وأهم الدول المنتجة للشاي: الهند، الصين، سيلان، إندونيسيا، اليابان، فرموزا. وأهم الدول المستوردة بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. أستراليا، روسيا، كندا، هولندا.
وقد كشف العديد من الدراسات و الأبحاث الحديثة أن الشاي قد يساعد في تعزيز جهاز المناعة ودرء الأمراض المزمنة،وتقول دانا هونيس، اختصاصية تغذية أولى في مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا وأستاذة في كلية فيلدنج للصحة العامة: "الشاي قد يعزز جهاز المناعة، وقد يساعد في محاربة أشكال مختلفة من السرطان بسبب مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية".
وفي الواقع، لعب الشاي دورا كبيرا في العلاج بالأعشاب بين الثقافات الآسيوية لعدة قرون. وعندما تم تقديم الشاي لأول مرة للثقافات الغربية في القرن السابع عشر، تم الإعلان عنه كدواء. وعلى الرغم من أن الأبحاث حول فوائده الصحية، ما تزال غير حاسمة، إلا أن شرب الشاي يرتبط عموما بصحة أفضل.
وقد توفر بعض أنواع المشروبات فوائد صحية محتملة أكثر من غيرها، وكل ذلك يعتمد على المكونات والمركبات النباتية المختلفة في الشاي الذي تعدّه.
وهذه بعض أنواع المشروبات التي تعتبر من عائلة الشاي التي قد تساعد في تقوية جهاز المناعة الضعيف.
- الكركم: وجد الباحثون أن الكركمين، المكون البرتقالي والأصفر للكركم، ينشط أجزاء مهمة من جهاز المناعة، مثل الخلايا التائية والخلايا البائية. والكركمين مادة كيميائية نباتية: مركب نباتي يساعد في علاج الالتهاب.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن الكركمين قد يكون له آثار مفيدة على التهاب المفاصل والحساسية والربو وأمراض القلب ومرض ألزهايمر والسكري والسرطان. ومع ذلك، قد يكون لها ردود فعل سلبية مع بعض الأدوية المسيلة للدم ومخفضات حمض المعدة وأدوية السكري.
-جذر عرق السوس: يحتوي عرق السوس على مركبات الفلافونويد، وهي نوع من المركبات النباتية الغنية بمضادات الأكسدة ووجدت أن لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة لمرض السكر ومضادة للسرطان. وهناك أدلة على أنه قد يحارب البكتيريا والفيروسات والفطريات. وتلاحظ هونز أن هناك العديد من منتجات "عرق السوس" التي تباع والتي لا تحتوي في الواقع على عرق السوس، لذلك من المهم قراءة المكونات.
وبعض الآثار الضارة المحتملة، عند تناولها بكميات كبيرة، هي زيادة ضغط الدم، وانخفاض مستويات البوتاسيوم، ومضاعفات للنساء الحوامل.
- الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل، وهو أحد أقارب الكركمين، على مركبات كيميائية تساعد في مكافحة الالتهاب والسرطان. وغالبا ما يستخدم كمكمل غذائي للغثيان وأنواع مختلفة من التهاب المفاصل. وقد يسبب الزنجبيل مشاكل للأشخاص الذين يعانون من مرض الحصوة أو الأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم. وليس من الواضح ما إذا كان آمنا أثناء الحمل، لذا استشر طبيبك دائما.
- النعناع: شاي النعناع قد يساعد في محاربة الفيروسات والبكتيريا وتعزيز جهاز المناعة. ويمكن أن يكون أيضا بمثابة مهدئ للمعدة، للغثيان أو عسر الهضم، أو غيره من اضطرابات الجهاز الهضمي.
ومن المعروف أن المنثول وميثيل الساليسيلات، المكونات الرئيسية في النعناع، تعمل على تهدئة القلق وتقليل الألم ومنع نمو البكتيريا. ويعد شرب الشاي من أوراق النعناع آمنا بشكل عام، لكن الآثار طويلة المدى للاستهلاك الكبير غير معروفة.
- الشاي الأسود: وجد الباحثون أن الأشخاص الذين شربوا الشاي الأسود بانتظام على مدار ستة أشهر أظهروا زيادة في نشاط المناعة. ويحتوي الشاي الأسود على مركبات الفلافونويد، وهي مركبات طبيعية موجودة في النباتات والتي قد تحمي من العديد من الأمراض مثل مرض السكري وأمراض القلب والسرطان.
ويحتوي الشاي الأسود على نسبة عالية من الكافيين مقارنة بالعديد من أنواع الشاي الأخرى، ما قد يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب والرعشة والقلق بكميات كبيرة.
- الشاي الأخضر: مثل الشاي الأسود، فهو يحتوي على مركبات الفلافونويد التي يمكن أن تساعد في مكافحة العديد من الأمراض الفتاكة. ويحتوي أيضا على مادة الكاتشين، أحد مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على حماية الخلايا من التلف.
- البابونج: هناك أدلة على أن شاي البابونج له خصائص مضادة للجراثيم ويساعد في النوم وتقوية العظام وآلام الدورة الشهرية والقلق. ويحتوي على نوع من الفلافونويد، الأبجينين، والذي تم عرضه في الدراسات الخلوية لمحاربة السرطان، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث على البشر لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج تترجم إلى عامة السكان.
- الكركديه: يحتوي الكركديه على مضادات الأكسدة القوية الأنثوسيانين وفيتامين C، والذي يلعب دورا مهما في وظيفة المناعة. وهناك أدلة على أنه يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم والدهون في الكبد.
ويجب على الأشخاص الحوامل أو الذين يتناولون دواء الملاريا الكلوروكين، وبعض أدوية ضغط الدم والسكري، تجنب الكركديه.
- القنفذية أو الإشنسا: على الرغم من وصفها بأنها تقصر نزلات البرد، إلا أنه لم يتم العثور على إثبات على أن الإشنسا يعزز بشكل كبير جهاز المناعة.
وتقول هونز: "قد يكون له تأثير طفيف جدا في منع نزلات البرد أو تسريع الشفاء من الأعراض، ولكن ليس بما يكفي لتسميتها معززا للمناعة". ويحتوي النبات على السكريات، وهي كربوهيدرات معقدة قد تزيد من نشاط المناعة، على الرغم من قلة الأدلة على ذلك. والآثار الجانبية السلبية الأكثر شيوعا هي الغثيان وآلام المعدة.