وفي مجتماعتنا ومع الضغوط النفسية الهائلة التي تتعرض لها الفتاة بسبب محاسبة المجتمع على عذريتها من عدمه، لابد أن يتقدم لديك الاهتمام، والتفكير في عذريتك، واستبعاد آثار الاغتصاب النفسية على شخصيتك، وما يمكن أن يلقي بظلاله على علاقتك الزوجية.
أتفهم ألا تكون لديك الأولوية للعلاج النفسي من آثار الاغتصاب، وأن ينصب اهتمامك على كونك عذراء أم لا.
ولكن هذا التفهم من قبلي، وذلك التساؤل والقلق، من قبلك لا يمنع أن تعاودي التفكير في ترتيب أولوياتك، فالإساءات الجنسية يا صديقتي تؤثر على الصورة الذاتية للشخص عن نفسه، وصورته عن العلاقة الجنسية، ورؤيته للجنس الآخر، ورؤيته للحياة بأسرها، إنه ليس حدثًا عابرًا، وإن مرت عليه عشرات السنوات، وظننت أنك نسيت.
لن ألومك على تأخر القيام بهذه الخطوة من قبل الارتباط والخطوبة، والانتظار حتى اقتراب موعد زفافك، فالبطبع لم تكن لديك دراية بأهمية التعافي النفسي قبل كل شيء وأي شيء.ستكونين يا صديقتي زوجة، وأم، وهذه كلها أدوار ومسئوليات مهمة وجوهرية، تتطلب شخصًا سويًا، متعافيًا، فضلًا عن كونك مسئولة عن نفسك، ما يحتم عليك الاطمئنان على تعافيها تمامًا من آثار هذا الاعتداء الجنسي لدى معالج، أو طبيب، وأفضل لك طبيبة نفسية، ومن بعد تطمئنين على عذريتك لدى طبؤبة نساء وباستشارة الطبيبة النفسية في الأمر.
إن كانت خالتك على قدر من الحكمة والوعي بحيث يمكنك التحدث معها في الأمر فافعلي، وإلا ابحثي عن صديقة أمينة، عاقلة، يكون معها سرك في بئر، واطلبي منها أن تصحبك في رحلتك العلاجية هذه كداعم، وإن لم تجدي فهناك مجموعات دعم نفسي ومرشدين نفسيين ومراكز متخصصة لعلاج ضحايا العنف الجنسي يمكنك بالبحث والسؤال الوصول إليهم وطلب هذا الدعم.
هذا هو الحل، وهذه هي الأولويات، وهذا هو الخلاص من المعاناة، فالاساءات الجنسية آلامها نفسة وجسدية، وعلاجها والتعافي منها كذلك، نفسي وجسدي.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟