أكذوبة العِشرة !.. ما هي عِشرة العمر ؟ .. هل هي وقت ومواقف حلوة ومُرة وتَعوُد .. أي نستطيع أن نقول إنها هي ( الرصيد ) الذي يحمل ويسند بين أي اثنين أثناء أي اختلافات أو خلافات.. ربما بالفعل هو يستطيع أن يحمل أو يسند، لكن بشرط أن يكون هذا الرصيد (حقيقيًا) .. و حقيقي هذه تعني أن يكون هناك بالفعل مواقف حلوة تعوَّض فعلاً ما سواها.. وليس الأمر مجرد اختزال العِشرة في التعود وفقط ..
للأسف أصبح الكثير الآن يلقي همومه كلها على شخص ما، يحمله فوق طاقته، حتى قد يصل الأمر حد إهانته، ثم تراه يبحث عن (تبرير)، فيلجأ إلى مصطلح العِشرة، لكن بمرور الوقت، يكون هذا المعنى في طي النسيان، وبات لا أحد يستطيع التحمل أكثر فتكون النتيجة، فراق، وربما فراق بغضب ودون عودة.
سند العِشرة
لكن .. ليس دائمًا أن تكون المواقف الحلوة خلال الِعشرة تستطيع أن تسند !
السبب الأول ..
لأن هناك مواقف حينما تحدث تسبب ألم شديد وكسر .. وصدمة لا تفيق منها سريعًا .. حينها يكون الرصيد أمامها ضعيف جدًا، وبالتالي لا يستطيع أن يسندها .. ليس لأن هذا الرصيد قليل .. لا .. وإنما لأن الموقف جاء مؤلمًا بشكل أكبر من قدراتك وقدرات الرصيد الموجود..
السبب التاني ..
أن تفهم من أمامك فهذا الأمر ليس له علاقة بمصطلح العِشرة .. لأننا لدينا القدرة على أن يضع كل واحد منا الآخر في قالب من تصوراته وتوقعاته واستنتاجاته وتفسيراته، ثم نغلق عليها ونستمر.. (وكل واحد فاكر نفسه فاهم إللي معاه) .. ونحسب العِشرة ونعد !
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اختزال الأشخاص
السبب الثالث ..
من الممكن أن يكون هذا الرصيد متين بالفعل وقادر على أن يجعلك تتجاوز أي موقف.. لكن للأسف نحن أيضًا نملك قدرة غير عادية على الاختزال.. تختزل شخص برصيده بمشاعره بتفاصيله .. في مشهد وموقف .. وليس شرطًا أن يكون هذا المشهد حقيقيًا .. وربما يكون أنت من اخترعته وبنيته من خيالاتك و استنتاجاتك و حساسيتك المفرطة، ومع ذلك تصدقه جدًا وتسير خلفه.
العِشرة كلمة اعتدنا أن نقولها على مر سنوات علاقاتنا وفقط .. لكن لو جردناها وحكمنا عليها كمعنى لوحده .. فهو معنى جميل عميق فيه ذكريات وأيام وتفاصيل وتعود .. لكن الحقيقة أن الواقع ليس بهذه البساطة!
العلاقات تتحكم فيها نفوس بشرية مُركبة جداً ، العِشرة وحدها لا تكفي أبداً حتى تجاريها .. والحقيقة أنه إذا كانت عِشرة عمر أو تعرفه منذ يومين فقط.. أو حتى لا تعرفه تمامًا لكن تشعر أنك تعرفه جيدًا.. كلها علاقات وتنتهي و وقت وسيمر مهما حدث!
الحكمة من كل هذا .. أنك تدرك أن هذه مجرد أسئلة .. وأنك في امتحان لا ينتهي .. وعليك أن تركز في الإجابة جيدًا .. وأنك تدرك حقيقة واحدة .. أن الثابت الوحيد في حياتك هو ( الله ) ! (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ).
الخلاصة : (عِش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ).