توصلت دراسة حديثة إلى أن الجمع بين التأمل واليوجا قد يساعد على تخفيف آلام الصداع النصفي بشكل أفضل.

ووجدت الدراسة، التي اختبرت آثار الحد من التوتر القائم على اليقظة، أن هذا النهج ساعد في تخفيف الاكتئاب والإعاقة لدى مرضى الصداع النصفي، كما عززت كيفية تصنيفهم لجودة حياتهم.

والبرنامج المسمى (MBSR) هو برنامج موحد مدته ثمانية أسابيع تم تطويره في السبعينيات. فهو يجمع بين التأمل ووضعيات اليوجا اللطيفة، بهدف تحويل استجابات الناس للتوتر، بما في ذلك آلام الجسم.

وأوضح دانييل تشيركين، كبير الباحثين الفخري في معهد كايزر بيرماننتي للبحوث الصحية بواشنطن، أن "اليقظة الذهنية" تجعل الألم يختفي.

وبدلاً من ذلك، أضاف إنها تساعد الناس أولاً على إدراك ردود أفعالهم المعتادة تجاه آلامهم - سواء كانوا يميلون إلى الاجترار أو "التفجير"، على سبيل المثال، وهو ما يمكنهم من تعلم "إعادة صياغة" طريقة تفكيرهم في الألم وما يعنيه.

اظهار أخبار متعلقة

مليار شخص يعانون من الصداع النصفي

كتب تشيركين افتتاحية نشرت مع النتائج الجديدة في مجلة "جاما للطب الباطني"، حيث توصلت دراسته إلى أن برنامج اليقظة الذهنية يمكن أن يساعد الأشخاص في التعامل مع آلام أسفل الظهر المزمنة.

لم يُعرف الكثير عما إذا كان يمكن للأشخاص المصابين بالصداع النصفي الاستفادة.

وتشير تقديرات مؤسسة أبحاث الصداع النصفي إلى أن ما يقدر بمليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الصداع النصفي. إلى جانب آلام الرأس الشديدة، غالبًا ما يسبب الصداع النصفي الغثيان والاضطرابات البصرية والحساسية للضوء والصوت.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نوبات الصداع النصفي المتكررة، يمكن أن تساعد الأدوية في الوقاية منها. لكنها ليست دائمًا كافية.

قالت الدكتورة ريبيكا ويلز، طبيبة الأعصاب التي قادت التجربة الجديدة، إن بعض الناس ينتهي بهم الأمر بتناول المواد الأفيونية التي يحتمل أن تسبب الإدمان، وهو أمر لا ينصح به.

وأضافت أن مرضى آخرين لا يزالون يتوقفون عن تناول أدوية الصداع النصفي بسبب الآثار الجانبية.

خيارات إضافية 

وتابعت ويلز، الأستاذ المساعد في كلية الطب ويك فورست بولاية كارولينا الشمالية، إن هناك حاجة إلى خيارات إضافية، بما في ذلك الخيارات غير الدوائية

وشملت الدراسة 89 مريضًا يعانون من 4 إلى 20 "أيام الصداع النصفي" في الشهر، وقام الباحثون بشكل عشوائي بتخصيص نصف برنامج اليقظة الذهنية لمدة ثمانية أسابيع، والنصف الآخر لتلقي التثقيف حول الصداع النصفي. واستمر الجميع في استخدام أدويتهم.

بعد ثلاثة أشهر، تحسنت مجموعتا الدراسة بشكل مماثل في مقياس واحد: عدد أيام الصداع النصفي. وأبلغ المرضى عن تعرضهم للصداع لمرتين أقل في الشهر.

لكن مجموعة اليقظة كانت تعمل بشكل أفضل بطرق أخرى، بما في ذلك أعراض الاكتئاب ومدى الإعاقة التي تسببها الصداع النصفي. كما أعطوا تقييمات محسنة لنوعية حياتهم.

قالت ويلز: "هذه النتائج مهمة جدًا لحياة المرضى". وأضافت: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما سيحدث على المدى الطويل. ولكن في هذه الدراسة"، استمرت التحسينات في مجموعة MBSR لأكثر من تسعة أشهر".

واعتبرت أنه من الصعب معرفة الأسباب المحددة لذلك. لكنها، مثل تشيركين، أشارت إلى المبادئ العامة لبرنامج MBSR، بما في ذلك حقيقة أنه يساعد الناس على "العيش في اللحظة الحالية"، بدلاً من السماح للعقل بالانفصال.

وأوضحت أنه "لا أحد يقول أن الألم الجسدي مجرد "في رؤوس الناس". لكن العقل يشارك بشكل وثيق في كيفية شعور الناس بالألم".