للنجاة من الناس، صعوبة وطرق تحتاج إلى (حريف)، كي يتخلص من الأشرار، أو على الأقل من القيل والقال.. ولكن من يقرأ لكبار علماؤنا سيتعلم كيفية النجاة بسهولة، دون كد أو تعب.
فهذا الإمام أحمد بن حنبل، حينما سئل عن كيفية السبيل إلى السلامة من الناس ؟.. أجاب بكلام من ذهب، فقال: «تعطيهم ولا تأخذ منهم ، يؤذونك ولا تؤذيهم ، تقضي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاء مصالحك».. فقيل له : إنه لأمر صعب يا إمام .. فقال : (وليتك تسلم )..
انظر للعجب العجاب، تفعل كل ذلك، وفي النهاية (ليتك تسلم)، نعم، هكذا الناس لا يعجبهم حال، وإنما ذلك لا يمنعك من أن تمنح ما تستطيع، وتساعد قدر استطاعتك، لعل وعسى تنل رضا أحدهم.
إسعاد الناس
عزيزي المسلم، بالتأكيد أنه ليس عليك إسعاد كل الناس.. ولكن عليك أن ل تؤذي أحد من الناس مهما كان، واعلم أن التسامح هو ٲكبر مراتب القوة، وبه تقتحم كل قلوب الناس.. وإياك أن تدخل في نوايا الناس.. فلا يعلم ما في القلوب إلا الله سبحانه وتعالى.. واعلم أيضًا أنك إذا أحسنت لمن أحسن إليك فأنت البر الوفي.. وإذا أحسنت لمن لم يحسن إليك .. فأنت الكريم الخفي.. وإذا أحسنت لمن أساء إليك فأنت المؤمن الصفي.
ولكي يحبك الناس أيضًا، عليك أن تتلذذ بالعطاء، لأن قضاء حوائج الناس لا يعرفه سوى أصحاب الأخلاق، ومن ثم فإنه يظل مغروساً في النفس.. ولا ينسى الفضل أهل الفضل، فإذا جاءك أحد طالباً نفعك تأكد بأنك أنت المنتفع أكثر منه فقد ساقه الله إليك وفتح لك باب خير، فإياك أن تسده وتغلقه في وجهه، فالأصيل إنما يفهم جيدًا: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)، بينما قليل الأصيل لا يفهم سوى مصلحته فلا تكن إلا من أهل الأصل والفضل.
هكذا يحبك الناس
الطريق إلى حب الناس، رغم صعوبته، لكنه معلوم، يحتاج فقط لشيء من الصبر، واتباع سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: أتى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا أنا عملته، أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك».. إذن في الاستغناء عن الناس أقصر الطرق للوصول إلى قلوب الناس.. فمن يعلم ذلك، ومن يطبق؟.