كان الصحابي الجليل سعيد بن زيد قديم الإسلام، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
فضائله:
شهد سعيد بن زيد المشاهد كلها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بدرًا.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه وطلحة بن عبيد الله إلى الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا فقدما إلى المدينة يوم وقعة بدر، فلذلك كانا معدودين من أهل بدر.
وقد ضرب له النبي -صلى الله عليه وسلم- بسهمه، قال: وأجري? قال: "وأجرك".
شهادة النبي له بالشهادة:
يقول سعيد بن زيد: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحراء فقال: "اثبت حرا؛ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" قيل: ومن هم?
قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن مالك وعبد الرحمن بن عوف؛ قال: قيل: فمن العاشر? فقال: أنا.
وقد مات بالمدينة على فراشه, فوجهت شهادته وحكمها كحكم ووجه عبد الرحمن بن عوف، فإن سعدًا وسعيدًا وعبد الرحمن ماتوا على فرشهم بمقبرة المدينة, فحكمهم واحد.
ذو دعوة مجابة:
خاصمته امرأة تدعى أروى في بعض داره فقال: دعوها وإياها، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أخذ شبرًا من الأرض بغير حق طوقه في سبع أرضين يوم القيامة".
ودعا عليها سعيد بن زيد قائلا : اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل قبرها في دارها.
قال محمد بن زيد: فرأيتها عمياء تلتمس الجدر، وتقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد؛ فبينما هي تمشي في الدار إذ مرت على بئر في الدار فوقعت فيها فكانت قبرها.
وقال: اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها, وتجعل قبرها في بئر.
زهده:
روي أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة يقول: أخبرني عن حال الناس، وأخبرني عن خالد بن الوليد أي رجل هو، وأخبرني عن يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص كيف هما وحالهما ونصيحتهما للمسلمين؛ فقال: خالد خير رجل وأنصحه للمسلمين وأشده على عدوهم، وعمرو ويزيد نصحهما وجدهما كما تحب.
قال: عن أخويك سعد بن زيد ومعاذ بن جبل? قال: كما عهدت، إلا أن السواد زادهما في الدنيا زهدًا وفي الآخرة رغبة.