وصل الفاروق عمر مرتبة من اليقين والتوكل لا مزيد عليها، وله في ذلك قصص وحكايات عجيبة، منها أكله مع الصحابي معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي الذي كان يحمل خاتم النبي، حيث أصابه الجذام، فكان عمر يأكل معه.
قصة المرأة المجذومة:
مرّ عمر مر بامرأة مجذومة وهي تطوف بالبيت فقال لها: يا أمة الله "لو قعدت في بيتك لا تؤذين الناس".
قال: فقعدت, فمرّ بها رجل بعد ذلك فقال: إن الذي نهاك قد مات فاخرجي، فقالت: والله ما كنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا.
وعن بريدة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني لأحسب الشيطان يفر منك يا عمر".
وعن علي قال: كنا نرى أن شيطان عمر يخافه أن يجرّه إلى معصية الله تعالى.
اقرأ أيضا:
الطاعنون في الإمام البخاري.. استهداف للمنهج أم استهداف للسنة نفسها؟لماذا كانت تهابه السيدة عائشة؟
وقالت عائشة: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطعام طبخته له فقلت لسودة والنبي -صلى الله عليه وسلم- بيني وبينها: كلي فأبت، فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك فأبت، فوضعت يدي في الطعام المطبوخ ولطخت بها وجهها, فلطخت وجهي.
فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم، فوضع فخذه لها وقال لسودة: "لطخي وجهها" فلطخت وجهي، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا.
فمرّ عمر فنادى: يا عبد الله, يا عبد الله، فظن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سيدخل فقال: "قوما فاغسلا وجوهكما" فقالت عائشة: فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
موقفه من الضرب بالدف:
وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض مغازيه, فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله، إني كنت نذرت إن ردك الله سالمًا أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن كنت نذرت فاضربي, وإلا فلا".
فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب, ثم دخل عمر فألقت الدف تحتها وقعدت عليه.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالسًا وهي تضرب، ثم دخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف".