الغضب شعور سلبي بلاشك، وتؤدي علاماته المتطرفة إلى أضرار جمة على الشخص الغاضب ومن حوله، ولكن هذا الشعور ليس سلبيًا هكذا على إطلاقه، وليس سئ دائمًا، وهو ما أكده باحثون مؤخرًا، موضحين الفوائد التي يمكن أن تحصل عليها بسبب الغضب.
أكد الباحثون النفسيون أنه من الممكن تسخير مشاعر الغضب بشكل إيجابي، وأن اقترانه بالعنف ليس شرطًا، وبحسب مقال نشرته رابطة علماء النفس أن الغضب يؤدي إلى العدوان في حوالي 10 في المائة من الحالات فقط، ويلاحظ أيضا أن كثير من الحالات العدوانية ترتكب دون غضب.
أهم فوائد الغضب
رصد الباحثون عددًا من الفوائد الناجمة عن شعور الغضب، نوردها فيما يلي:
أولًا: الغضب يساعدك على التحدث بوضوح، بدون توصيل مشاعرك عبر "فلتر"، إذ يسمح لك الغضب بإزالة هذا الفلتر وقول ما تشعر به، بدون مداراة، أو كذب للحفاظ على مظهرك.
ثانيًا: التحفيز، هو أحد أهم فوائد الغضب، إذ يمكن أن يكون حافزاً يدفع الناس الذين بحاجة لبدء مشروع جديد أو إجراء تغيير واجب، أو إشعال الإبداع في العمل، ويسمح لنا بتطوير مبادرات أو حملات جديدة، وهكذا، إلخ.
اقرأ أيضا:
نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟ثالثًا: يفرغ الغضب الطاقة السلبية، وقد وجد أستاذ علم النفس "إفيريل" أن الناس يصبحون أكثر سعادة وأكثر تفاؤلا وارتياحا بعد الصراخ وتفريغ ما بداخلهم من غضب، وبالتالي فإن أدمغتنا تستطيع أن تعاني من الغضب بطريقة إيجابية.
إلا أن هذا لايعني أن تطلق العنان لنفسك بالغضب على أصدقائك وأفراد أسرتك مثلًا، فالغضب الشديد نتائجه سلبية وعكسية، ومن المهم أن يكون غضبك بعيدا عن الهجمات الشخصية والشتائم والتعليقات المهينة، والتي قد تكون مدمرة، ليبقى "الإعتدال" حتى في الغضب هو الأفضل، بلا اكثار أو كتمان.
رابعًا: سيساعدك الغضب على
التفاوض، فمن المثير للصدمة أن المحادثات الغاضبة لا تؤدي عادة إلى الضرب والعنف والصراخ، ففي الغالبية العظمى من الحالات أدى التعبير عن الغضب إلى جعل جميع الأطراف أكثر استعدادا للاستماع، وأكثر ميلا للتحدث بصدق، وأكثر فهماً لشكاوى بعضهم البعض.
وهذه الفائدة متحققة في حالة الغضب المتسم بالاعتدال، أما شدة الغضب تعيق القيام بهذا العمل، ويستحيل معها التفاوض.
اقرأ أيضا:
أغبياء لكنهم بارعون في تسويق أنفسهم أمام الناس؟!