اشتهر العرب قديمًا بإلقاء الشِعر، وتميزوا فيه حتى أن اثنين كانا من الممكن يجاريا بعضهما في إلقاء الشِعر دون إعداد حتى عشرات الأبيات.. وربما لا ينتهي الإلقاء لساعات.. ومن ثم كان من أبرز الشِعر حينها، هو شِعر الغزل، صحيح كان هناك بعض المجون، لكن من منا ينسى بعض الأبيات التي تتحدث عن الحب وتصف لوعة الحبيب، وجمال المحبوب.. من منا ينسى شِعر قيس في ليلى، وعنترة ابن شداد في عبلة، وغيرهما الكثير والكثير..
لكن ماذا حل بنا الآن، لا ندري من الشعر حتى أبسطه وأقله، وبات من يقول بعض أبيت الشِعر لزوجته، كأنه (منبوذ) أو إنسان غريب، ظهر وسط أناس غيره تمامًا، وكأنه يفعل ما لا يمكن فعله، مع أن مجرد كلمات بسيطة من الممكن أن تجعل من أسرة سعيدة أيما سعادة، وتبعد عنها كل أنواع النكد، خصوصًا في زمن بات (النكد) أهم سمات الحياة الزوجية.
كيف تتعلم الغزل؟
لكي تتعلم الغزل، عليك أن تقرأ قليلا في الشِعر، ستتعلم كيف يكون الغزل، والإسلام ينادي بذلك، ينادي بأن يكون الزوج رقيقا مع زوجته، فهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان العديد من الصحابة رضوان الله عنهم، يتغزل في زوجته في عبارات خلدها التاريخ..
وينسب إلى الإمام علي ابن أبي طالب، أنه دخل يومًا على زوجته فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجدها تمس فمها بالمسواك، فقال لها: «حظيت يا عود الأراك بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَا.. لو كنت من أهل القتال قتلتك *** ما فاز مني يا سواك سواكا».. على الرغم من أن النسب إلى الإمام علي رضي الله عنه لم يثبت إلا أنه شعر قيل في زوجة، وهو مالا يمنعه الإسلام أبدًا، بل يحث عليه.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟لا تصمت
هناك بيت شعر للشاعر الراحل نزار قباني يقول فيه: «الصمت في حرم الجمال جمال.. إن الحروف تموت حين تقال»، والحقيقة ليست هناك امرأة ترضى بذلك البتة، فكل زوجة تتمنى لو أن زوجها يدخل عليها وهو يردد بعض بيوت الشعر، فلو كان الأمر ليس بيدك، وإن كنت لا تعرف كيف تقول شِعر، فاقلب هذه الأبيات إلى العكس وقل: «الحب في حرم الجمال لابد وأن يقالُ
ما يفيد الصمت إذا كان القلب بكل جوراحه مالُ.. فربما كان الصمت جميل في حرم الجمال.. لكن الأجمل أن يكون بينك وبين من تحب وصال».. عزيزي المسلم تعلم الشعر وغازل زوجتك، فالأمر يستحق.. صدقًا ستكون النتيجة خرافية وفوق كل ما تتمناه.