وسط استعادة الحديث عن انتشار فيروس كورونا مجددًا، والمخاوف من تكرار ما حدث العام الماضي، للأسف ترى بعض الناس يلجأ إلى حيلة المرض، لكي يهرب من عمل ما، أو يغيب عن دراسته، أو عن موعد هام، أو مساعدة الناس.. وهي أمور يمقتها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك هناك مقولة منسوبة للإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: «من تمارض لاشك مرض، ومن تفاقر افتقر، ومن تذلل ذل ومن تهاون هان، ومن اعتز عز، ومن استحصن حصن، ومن استعصم عصم.. فأنت حصيلة نفسك».. نعم إياك أن تتجه للمرض للهروب من المسئولية، لعلك تمرض فتندم.
احفظ نعمك
عزيزي المسلم، احفظ النعم التي أنعم الله عليك بها، وبالتأكيد الصحة في مقدمتها، يقول الشاعر: (وإذا كنت في نعمة فارعها.. فإن المعاصي تزيل النعم».. وما أكبر من معصية أنت ادعتها، وصورتها ثم صدقتها، وسرت ورائها، وهي بالأساس وهم أنت خالقه.. والمجتمع الآن لا يحتاج لمن يتمارض وإنما لكل يد تبني، في ظل انتشار الفيروس اللعين، على الجميع التكاتف وليس التمارض.
كيف تدعي المرض، بينما المجتمع كله في عجلة من أمره للبناء، أولم ترى يومًا قعيدًا في مستشفى لم يستطع الحركة، ويتمنى لو أن الله يشفيه فيجري ولا يتوقف عن الجري والحركة لحظة.. ألم تعلم أن شكرك إلى الله على ما أنت فيه، إنما هو من أساسيات الحياة، بل هو من عملك اليومي، قال تعالى: «اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا » (سبأ:13)، أي أن الشكر نوع هام جدًا من أنواع العمل، فكيف تكفر به بينما يبحث عنه كثير من الناس ولا يجدونه!.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟استحي واخجل من نفسك
عزيزي المتمارض، استحي واخجل من نفسك، فكيف بك تكون صحيحًا وتدعي المرض، وفي وقت يتمنى الجميع لو يتعاون من أجل الوقوف في وجه كورونا، علّ البلد والمجتمع كله ينهض من كبوته، بل أنه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان من دعائه الشهير: «اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ، والجبن ، والبخل ، والهرم ، والقسوة ، والغفلة ، والعيلة ، والذلة ، والمسكنة ، وأعوذ بك من الفقر ، والكفر ، والفسوق ، والشقاق ، والنفاق ، والسمعة ، والرياء».. فكيف بنبيك يدعو بذلك، وأنت تتمارض هربًا من المسئولية؟!.