منّ الله سبحانه وتعالى على أنبيائه من الكرامات والمعجزات بما يفوق عقول العبشر، ليذعنوا بنوبتهم، ويعلموا أن ما جاؤوا به من عند الله.
وقد خصّ الله سبحانه وتعالى نبيه سليمان بتسخير الجن له، حيث قال تعالى كما جاء على لسان سليمان عليه السلام: " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب"، فكانت خاصة له.
يقول الإمام أبو نعيم: أوتي نبي الله سليمان ملكا عظيما، وقد أعطي نبينا صلى الله عليه وسلم ما هو أعظم من ذلك مفاتيح خزائن الأرض فأباها، فقال صلى الله عليه وسلم: «لو شئت لأجرى الله معي جبال الأرض ذهبا، ولكن أجوع يوما وأشبع يوما».
يقول : وأوتي سليمان الريح تسير به غدوها شهر ورواحها شهر، وقد أعطي نبينا صلى الله عليه وسلم ما هو أعظم من ذلك البراق سار به مسيرة خمسين ألف سنة، في أقل من ثلث ليلة، فدخل السموات سماء سماء، ورأى عجائبها، ووقف على الجنة والنار.
اقرأ أيضا:
"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"؟.. لن تصدق ما فعله الصحابة عند سماع هذه الآية؟ (الشعراوي يجيب) كما سخرت له الريح، كما قال تعالى في شأن الأحزاب: " فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها"، وفي الصحيحين: «نصرت بالرعب مسيرة شهر».
وقد مضى ذلك أنه إذا قصد قتال قوم من الكفار ألقى الله الرعب في قلوبهم قبل وصوله إليهم بشهر ولو كانت مسيرة شهر، فهذا في مقابلة غدوها شهرا، ورواحها شهرا.
ويتابع الإمام أبو نعيم في حديثه عن معجزات النبي صلى لله عليه وسلم، بل هذا أبلغ في التمكين والنصر، وسخرت لسليمان الجن وكانت تحاول عصيانه عليه حتى يصفدها ويعذبها، ونبينا صلى الله عليه وسلم أتته وفود الجن طائعة مؤمنة، وسخر له الشياطين والمردة منهم، حتى هم أن يربط الشيطان الذي أخذه بسارية المسجد.
وأنزل الله تعالى الملائكة المقربين في غير ما موطن كبدر، وأحد، والأحزاب، وحنين، وذلك أعظم وأجل من تسخير الشياطين.
وقد ثبت في الصحيح أنه إذا دخل شهر رمضان صغرت الشياطين ومردة الجن، وأعطى سليمان النبوة والملك، ونبينا صلى الله عليه وسلم خير عن ذلك فاختار أن يكون نبيا عبدا.