عزيزي المسلم، هناك بعض الأمور التي يقلل من أهميتها البعض، رغم أنه لو قرأنا أهميتها في الشرع الحنيف سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية، لوجدنا لها فضل عظيم يفيدك وينفعك أمام الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ومن ذلك، أن تتبع الخيل في الصحراء، فحيثما شربوا اشرب، لأن الخيل لا يمكن أن تشرب من ماء فاسد أبدًا.. واعمد إلى الرحمة واللطف في تعاملك مع القطط، فقط تشهد عليك يومًا، وما أمر المرأة التي دخلت النار في هرة ببعيد، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.. وحاول أن تزرع شجرة يأكل منها الناس، فرب جائع أكل وشبع وفرح ودعا الله لك، كانت دعوته سببًا في رفع بلاء عنك أو نجاتك من النار يوم القيامة.
لا تقلل من المعروف شيئًا
إياك عزيزي المسلم أن تقلل من المعروف شيئًا مهما كان في نظر الناس بسيطًا، وحاول أن تحفر ولو شبرًا في مكان يقل فيه الماء، عسى أن يظهر بعض الماء فتشرب الطيور وترتوي، ويكن لك عند الله أجرًا عظيمًا.. واسرح في ملكوت الله ولو يوميًا، وانظر إلى السماء كثيرًا، وتفكر في خلق الله عز وجل، يهدي عقلك وقلبك، وتصل لدرجة اليقين بالله.. أيضًا عليك التحلي بالهدوء والسكوت وسيأتي الصمت في قلبك ، وستنعم روحك بالسلم والسلام.
ابتسم في وجه الصغير، واحترم ووقر الكبير، وإياك أن تنظر لما في يد غيرك، ولو قابلت حجرًا في الطريق ضعه جانب الطريق، كلها أمور بسيطة، لكنها عند الله عظيمة، ففي رواية عند أحمد من حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئا ينفعنا الله تبارك وتعالى به، قال: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإزار فإنه من الخيلاء والخيلاء لا يحبها الله عز وجل، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على من قال».
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلامهل تتذكر المرأة السوداء؟
عزيزي المسلم، هل تتذكر المرأة السوداء التي وهبت نفسها لخدمة المسجد النبوي، فلما توفاها الله عز وجل، دفنها بعض الصحابة الكرام، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجدها وسأل عنها فقالوا له توفاها الله فقال: «أفلا كنتم آذنتموني» فكأنهم صغروا أمرها، فقال: دلوني على قبرها، فدلوه فصلى عليها، ثم قال: «إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله تعالى ينورها لهم بصلاتي عليهم».. إذن إياك أن تقلل أي معروف واسعى في الخير مهما كان ولا تتردد.