عزيزي المسلم.. كيق يكون حكمك على الناس؟.. هل بمشاعرك فقط، أو بعقلك، أو بالاثنين معًا.. هل تحكم عليهم بالمعاملة، أم من بعيد لبعيد.. هل تعي الحكمة التي تقول: «تعرف فلانا.. نعم أعرفه.. هل عاشرته.. لا لم أعاشره.. إذن لا تعرفه جيدًا.. هل حكمك يأتي من الظاهر أم أنك تعلم بواطنه؟.
نحن بحاجة شديدة لأن نعرف بعض الأمور قبل أم نحكم على الناس؟
- من أين تعرف أنك تحكم صح ولا تظلم ؟
- كل واحد يرى نفسه صح .. ما هو الحل ؟
- ما الذي يجعلك تظن سئ في الآخر ؟
- لماذا فجأة من إنسان عادي تتحول لإنسان حقود يتعامل بكُره ؟
- لماذا لا ترى الحقيقة مجردة، ولا ترى سوى ما تريد أن تصدقه وفقط؟
- كيف التمس الأعذار دون أن أضيع حقوقي ؟
- هل أنت بالفعل تعرضت للظلم أم أنك موهوم ؟
ضوابط الحكم على الناس
للأسف ينسى كثير منا أنه لكي نحكم على الناس لابد أن يكون هناك ضوابط، علينا جميعًا أن نعلمها ونجيدها ونتحرك على أساسها، أولها ألا يكون هذا الكلام بغير علم، والله عز وجل يقول: «إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ » (النور:15).
ثانيًا عليك أن تكون عاشرت هذا الرجل حتى تحكم عليه بمنتهى العدل، إذ يروى أنه جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه معه شاهد يشهد، قال: ائت بمن يعرفك فجاء برجل، قال: هل تزكيه، هل عرفته؟، قال: نعم، فقال عمر رضي الله عنه وكيف عرفته؟، هل جاورته المجاورة التي تعرف بها مدخله، ومخرجه؟، قال: لا، قال: هل عاملته بالدينار والدرهم الذي بهما تعرف بهما أمانة الرجال؟، قال: لا، قال: هل سافرت معه السفر الذي يكشف عن أخلاق الرجال؟، قال: لا، قال: عمر رضي الله عنه: فلعلك رأيته في المسجد راكعًا وساجدًا فجئتَ تزكيه، قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال عمر رضي الله عنه اذهب فأنت لا تعرفه، ويا رجل ائتني برجل يعرفك فهذا لا يعرفك.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟سؤال الناس
عزيزي المسلم، طالما أنك لا تعرف سوى القليل عن الناس، إياك أن تتسرع وتحكم على أحدهم، وإن كنت لا تعرفه اسأل عنه، فالسؤال ليس عيبًا، وإنما كل العيب أن تتفوه بلفظ ليس له أساس، فيوقعك في مشاكل لا حصر لها، قال الله تعالى عز وجل: « فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ » (النحل: 43)، حتى أنك لو حكمت يكون حكمك بالعدل وليس غير ذلك، قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ » (المائدة: 9).