لبست الأسود بعد وفاة أختي الكبيرة التي لم تتعدى ٥٠ من عمرها، ومع أن الأربعين مر، إلا إنني لازلت أرتديه، واكثر ما يزعجني تعليقات الناس السخيفة وأنه حرام على ذلك، وأن هذا فيه أذى للمتوفاة وليس له علاقة بالحزن وغيره، يتكلمون ولا يراعون قلبي وروحي الحزينة لفراق رفيقة عمري وأختي التي هي من دمي ولحمي.
(ر. س)
تجيب الدكتورة غادة حشاد، الاستشارية الأسرية والتربوية:
رَسُولَ اللَّه الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْم الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ إِلاَّ عَلى زوجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا"،، لذا فلا يجوز للإنسان أن يرتدي الأسود لأكثر من ثلاثة أيام ولكن الأمر مختلف تمامًا مع الاباء والاخوة، فأنا مررت بنفس التجربة وأعلم مدى صعوبتها.
الإنسان لا يزال يعاني من الصراع الداخلي بين العادات والدين، وخلطه بينهما صعب الأمر عليه كثيرًا، وأعلم أن الدين ليس به أي ما يشير لأربعين المتوفى، فهو طقس فرعوني وليس له علاقة بالدين.
يجب عليك أن تتوقفي عن ارتداء الملابس السوداء، تطبيقًا لقول الرسول الكريم، ولا تنزعجي من نظرات الاستنكار والدهشة ممن حولك بعد التقائك بهم، ولا لأسئلتهم فالناس لا يعجبهم شيئًا.
لكن اعلمي أن الحزن لم ولن يكون في الملابس ولا ألوانها، وأنه سيظل مستقره في القلوب التي لا يعلم بها سوى الله عز وجل، استعيني بالله، واطلبي منه أن يلهمك الصبر والسلوان.
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟