أنا فتاة عمري 28سنة، أثناء مراهقتي دعوت ربي أن يبعد عني كل متلاعب بمشاعري، وعندما بلغت من العمر 26سنة تعرفت على أحد أصدقائي في العمل، وتعلقت به وطلب الزواج، لكنني فقدت عذريتي معه، وتكلم مع عائلتي وعائلته لكن والده لم يقبل الزواج، وكانت الصدمة، وتركني.
سؤالي: أنا دعوت الله في مراهقتي وأنا صغيرة أن يحميني من المتلاعبين بمشاعري، فلماذا لم يبعده عني قبل وقوع هذه الكارثة، وماذا أفعل الآن؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر مشاعرك وألمك، وأنت محقة في شعورك بالضياع، والحزن، فما حدث صدمة بالفعل.
ودعينا نناقش الأمر معًا بروية.
فالدعاء يا صديقتي لا يعني رفع مسئولية الفعل والاختيار عنا.
السؤال الصحيح هو لماذا لم تحمي أنت نفسك وتبعدي عنك المتلاعبين؟!
والإجابة هي المطلوب، والتي بواسطتها يمكنك التعلم من الخبرة الصعبة التي مررت بها حتى لا تتكرر وهذا هو المهم.
أنت يا صديقتي متعطشة لعلاقة تشبع احتياجاتك النفسية والعاطفية وبأي ثمن مهما كان غاليًا، وهو ما حدث.
ونحن كنساء عندما نكون هكذا، نصبح صيدًا سهلًا للصائدين، وهؤلاء يعلمون جيدًا من أين تؤكل الكتف، وكيف يهربون بعدها، وينسلون كما الشعرة من العجين، مهما يكن حال الضحية.
المطلوب الآن هو إنقاذ نفسك من دور الضحية، حتى لا تقعين بيد جناة آخرين، وبحيلة جديدة، ومبرر آخر.
أنت بحاجة عاجلة لدعم نفسي، وتعافي من الصدمة التي وقعت بك.
لا أدري هل هناك أحد من أهلك يصلح للقيام بهذا الدور، أم أنك بحاجة لمتخصص/ة؟!
ما أراه أن تطلبي مساعدة نفسية متخصصة من طبيبة أو معالجة نفسية، فلا حل بدون "تعافي"، وقد أمرنا الله عز وجل أن نتداوى، وهذا لا يخص الجسد فحسب، وأنت وقعت بك صدمة مست الروح والجسد في آن، ولابد من اغلاق صفحة الماضي وتنظيف جرحها، والبدء من جديد، وأنت بنسخة جديدة أفضل، وأكثر وعيًا ونضجًا، وتبين حكمة الله من وقوع هذا بك، فهو على الرغم من قسوة الألم خبرة معلمة، وبشكل قوي لو فطنت لذلك، وتم القبول للألم وللحدث وللحكمة منه.
صديقتي..
نفسك أمانة، غالية، وأنت مسئولة عنها، وليس أي أحد آخر، وكل المطلوب منك هو القيام بواجبك ودورك تجاهها، فنفسك تستحق، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.