أنا أم لدي طفلة عمرها 9 سنوات، والمشكلة أنها تعرضت لتحرش جنسي من ابنة عمتها البالغة من العمر 14 سنة، أثناء المصيف.

أنا مصدومة من وقتها، والمشكلة أننا نقيم في عمارة واحدة، والبنات يتجمعون في الشقق ويلعبون معًا.

من وقتها، وأنا لا أسمح للبنت بالجلوس واللعب وحدها مع أي أحد، وأصبحت خائفة عليها، ومشوشة، ولا أدري ماذا أفعل مع ابنة عمتها، أنا غير مطمئنة بالمرة خاصة أنني اكتشفت أن ابنتي الصغيرة تشاهد أفلام كرتون بها مشاهد خارجة، وأصبحت كثيرة السرحان وعدم التركيز.

أريد حلًا.

الرد:

مرحبًا بك يا صديقتي..

أقدر موقفك كأم، وأنت محقة تمامًا في ارتباكك وكل ما تشعرين به، فما حدث لصغيرتك سيء، فالتحرش إساءة، وتجاوز، وتعدي، سواء حدث من الجنس نفسه أو الجنس الآخر على الشخص، وبالنسبة للأعمار الصغيرة يكون عبارة عن عملية مؤذية وغير مطلوب بالمرة، تؤدي إلى ما يسمى بـ "الإفاقة الجنسية المبكرة"، وهذه الإيقاظ المبكر للجنس لدى الطفل قد يدفعه لممارسة العادة السرية، أو أي انحراف جنسي آخر، كمشاهدة الإباحيات، وتعدد العلاقات، والشذوذ .

ومن ناحية المشاعر، فما حدث ينتج مشاعر سلبية، مثل الإحساس بالعجز، القهر، الذنب، الخذلان، وهذا كله يعني فقدان الثقة بالنفس، والاحترام والتقدير للذات، والشعور بعدم الإستحقاق.

كل هذه الآثار والأعراض الجانبية، والمضاعفات المتوقعة لا قدر الله يمكن تجنبها، ومعالجتها بأمرين:

أحدهما احتواء ابنتك، وطمأنتها، وحبها ومصادقتها، والاهتمام بأمرها، بدون إفراط ولا تفريط وظهورك كقدوة أخلاقية، وحوارك معها دائمًا حول طبيعة الحياة، وأن فيها أشخاص سيئو الأخلاق وآخرين أخلاقهم حسنة، وكيف نحمي أنفسنا إذا ما تعرضنا لأذى أو شر من أي شخص سيء الخلق.

وثانيًا، مواجهة عمة ابنتك بالأمر بحضور بناتكم، لابد أن تشعر ابنتك يا عزيزتي بعدم الرضى عما حدث، وأنك تحمينها، وسند وظهر قوي لها، وأن ما حدث غير مقبول، فالسكوت يحمل معاني غاية في السوء، أبسطها أن تعتقد البنت أن الأمر عادي، ومن ثم قد تسمح بحدوثه مرة أخرى، ومن أي أحد آخر.

لا تسمحي بدفن الرأس في الرمال، فمواقف التحرش تحتاج وقفة حازمة.

لن اقول أن ابنة عم ابنتك "مجرمة"، لكنها بالفعل مراهقة مسكينة تجر الشر والضرر على نفسها ومن حولها، وهي بالتأكيد تعرضت لأشياء أنتجت لديها مثل هذا السلوك، وهي أشياء تتعلق بالتربية، وعلاقاتها بوالديها، لذا لابد عند المواجهة من الذكاء، واللطف، إذ ليس الهدف هو تدمير البنت المراهقة التي تعيش دور الجاني على ابنتك، وهي أيضًا ضحية لآخرين قد يكونوا أقرب الناس لها، لفرط تقصيرهم في رعايتها وتربيتها، وإنما إنقاذ الجميع من مأساة حقيقة إن لم تتم معالجة البنت الكبرى المراهقة، مما هي فيه، وتمارسه.

وبالطبع لا تترددي في طلب المساعدة النفسية من معالج إن فعلت هذا كله، ولاحظت أن ابنتك تمارس سلوكًا جنسيًا غير جيد، لا تستهيني بأي شيء يا صديقتي، فعلاج أولادنا صغارًا ممكن وسهل وأيسر بكثير من علاجهم كبارًا، وأقل كلفة وخسائر نفسية ومادية، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

اقرأ أيضا: