ظهر بركات النبي صلى الله عليه وسلم وكانت واضحة للعيان فيمن كان بهم مرض أو مس من الجن، ف قد روت سيدة تدعى أم جندب قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من جمرة العقبة جاءته امرأة ومعها ابن لها به مس.
قالت: يا نبي الله، هذا به بلاء لا يتكلم، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت بتور من حجارة فيه ماء فأخذه فمجّ فيه، ودعا فيه وأعاده فيه ثم أمرها، فقال: «اسقيه واغسليه فيه».
قال: فتبعتها، فقلت: صبيّ لي من هذا الماء، قالت: خذي منه، فأخذت منه جفنة فسقيته ابني عبد الله فعاش فكان من بره ما شاء الله أن يكون، ولقيت المرأة فزعمت أن ابنها برئ وعقل عقلا ليس كعقول الناس.
مس شيطاني
وخرج الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر.
يقول: فإذا نحن بامرأة قد عرضت لرسول الله صلى الله عليه وسلم معها صبي تحمله، فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرات لا يدعه.
فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناوله فجعله بينه وبين مقدمة الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اخسأ عدو الله أنا رسول الله» ثلاثا ثم ناولها إياه.
فلما رجعنا عرضت لنا المرأة كبشين تقودهما، والصبي تحمله فقالت: يا رسول الله، اقبل مني هذين، فو الذي بعثك بالحق، ما عاد إليه بعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوا أحدهما".
وروى عن يعلى بن مرة قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فرأيت منه شيئا عجبا فذكر الحديث، وفيه: فأتته امرأة فقالت: يا نبي الله إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه في كل يوم مرتين فقال: «أدنيه» ، فتفل في فمه وقال: «اخرج عدو الله، أنا رسول الله» ، ثم قال لها: «إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع» فلما رجعنا استقبلتنا، فقالت: والذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاعلاج النبي للمس
وحكى طاووس قال: لم يؤت النبي صلى الله عليه وسلم بأحد به مسّ، فصكّ في صدره إلا ذهب.
وقال أسامة بن زيد : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجة التي حجها حتى إذا كان ببطن الروحاء نظر إلى امرأة تؤمه، فحبس راحلته فلما دنت منه.
قالت: يا رسول الله، هذا ابني ما أفاق من يوم ولادته إلى يومي هذا، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه فيما بين صدره وواسطة الرحل ثم تفل فيه وقال: «اخرج يا عدو الله».
فأتى رسول الله ثم ناولها إياه، وقال: «خذيه، فلا بأس به».
قال أسامة: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته وانصرف حتى إذا نزل ببطن الروحاء، أتت تلك المرأة بشاة، قد شوتها فقالت: أنا أم الصبي، قال: «وكيف هو؟» قالت: ما رأيت منه شيء بعد، قال: «خذ منها الشاة».