كان العرب يعيشون في ضيق وشظف من العيش، وذلك لقلة المياه بالجزيرة العربية، ما له أثر كبير، في ندرة الحياة، ولذلك كان في العام الذي لا ينزل فيه المطر، تكون الحياة أكثر مشقة .
وعندما جاء الإسلام، كانوا يشكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة الماء وشظف العيش، فيدعو لهم، فينزل المطر وتجري الرحمات.
قال أبو أمامة- رضي الله تعالى عنه- قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى في المسجد فكبر ثلاث تكبيرات ثم قال: اللهم ارزقنا سمنا ولبنا وشحما ولحما وما نرى في السماء من سحاب فثارت ريح وغبرة ثم اجتمع السحاب فصبت السماء فصاح أهل الأسواق ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم فسالت في الطرق فما رأيت عاما كان أكثر لبنا وسمنا وشحما ولحما منه إن هو إلا في الطرق ما يشتريه أحد.
قصة أخرى:
قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذا احتاج الناس إلي فالتمسوا في الركب ماء فلم يجدوا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمطرت حتى استقى الناس وسقوا.
وقالت عائشة: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فخرج إلى المصلى وقعد على المنبر ورفع يديه حتى رأى بياض إبطيه فأنشأ الله سبحانه وتعالى سبحانه فرعدت وبرقت ثم أمطرت فلم يأت المسجد حتى سالت السيول فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله.
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر فأتاه أبو سفيان فقال: إن قومك قد هلكوا فادع الله لهم فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا غدقا طبقا مريعا نافعا غير ضار، عاجلا غير رائث، فما لبثنا إلا جمعة حتى مطرنا فأتوه فشكوا إليه المطر فقالوا: لقد تهدمت البيوت فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فجعل السحاب يتقطع يمينا وشمالا.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاأبو لبابة ودعاء النبي:
وعن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري: أن وفد بني فزارة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فصل من غزوة تبوك مقرين بالإسلام، وقدموا على إبل ضعاف عجاف.
فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بلادهم فقالوا: يا رسول الله قحطت بلادنا، وأجدبت جناننا، وعزر عيالنا، وهلكت مواشينا فادع الله لنا أن يغيثنا، واشفع لنا إلى ربك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله، ويلك أن اشفع إلى ربي فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه لا إله إلا الله العلي العظيم، وسع كرسيه السموات والأرض، تئط من عظمته وجلاله كما يئط الرجل الحديد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليضحك من شعثكم، وقرب غياثكم».
فقال الأعرابي: أو يضحك ربنا يا رسول الله قال: نعم فقال الأعرابي: لن نعدم من رب يضحك خيرا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر وتكلم بكلمات، ورفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه وكان مما حفظ من دعائه قال: «اللهم اسق بلدك وبهائمك وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت. اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا طبقا واسعا عاجلا غير آجل، نافعا غير ضار.
اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا محق اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء».
فقام أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن التمر في المرابد ثلاث مرات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره قال فلا والله ما في السماء سحاب ولا قزعة وما بين المسجد وبين سلع من بناء ولا دار فطلعت من وراء سلع سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت وهم ينظرون ثم أمطرت فو الله ما رأوا الشمس ستا وقام أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره لئلا يخرج التمر منه.
فجاء ذلك الرجل أو غيره فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فدعا ورفع يديه مدا حتى رؤي بياض إبطيه ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر» فانجابت السحابة عن المدينة كانجياب الثوب.