من أنبياء الله الذين لم يذكرهم القرآن الكريم النبي شيث وهو ابن سيدنا أبي البشر آدم عليهما السلام ، وقد ولدته حواء عليها السلام بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل.
وقد جعل الله تعالى شيث نبيًّا بعد موت سيدنا آدم، وأنزل عليه خمسين صحيفة، روى أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أُنزل على شيث خمسون صحيفة" رواه ابن حبان.
وقام سيدنا شيث بالأمر بعد أبيه آدم عليه السلام وصار يدعو إلى طاعة الله وتطبيق شريعة الله، وقد كان الناس في زمانه على دين الإسلام يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئا، وأنزل الله عليه شرعًا جديدًا وهو تحريم زواج الأخ من أخته غير التوأم بعد أن كان حلالا في شرع آدم.
ولقد ذُكر أن آدم عليه السلام مرض قبل موته أحد عشر يومًا، وكتب وصيته ثم دفع كتاب وصيته إلى شيث وأمره أن يخفيه عن ولده قابيل ، لأن قابيل كان حسودًا ولذلك قيل: إن شيث كان وصيّ أبيه آدم في مخلّفيه.
وأخذ شيث ينشر تعاليم أبيه آدم عليه السلام بين قومه ومن معه وطلب منهم ألا يخالطوا قوم قابيل فاستجاب له قومه ولم يهبطوا السهول، وظلوا يتلقون تعاليم شيث ويتعلموا حكمته والتزموا في عدم الاختلاط بقوم أخيه قابيل.
ولكن خالف أوامره أحد رجال قومه حين اقتحم سهول قوم قابيل وصادف عندهم احتفال بعيد أو ما شابه ورجالهم ونسائهم مجتمعين فيه ففتن بجمال نساء السهول اللاتي كن يختلفن في أشكالهن وزينتهن وتبرجهن عن النساء اللاتي اعتادهن في الجبال، واستغرب دمامة رجالهم مقارنة بوسامة رجال قومه ولما عاد أخذ يقص على قومه من أهل الجبال ما رآه من فتنة وتبرج نساء قوم السهول فأغراهم بهم وذهبوا ليطلعوا عليهم وفتنوا بجمال النساء وفتنت النساء بجمال ووسامة الرجال وخالطوهم ووقعت حادثة الزنى الأولى!.
بعدها كان كل من ذهب للسهول وعاد يحكي ما شاهده وما فعله فيغري غيره فيذهب ويعود ليحكي حتى بدأ عدد أصحاب شيث يقل وينصرفون عنه وينخرطون في حياة الفسق والفجور في السهول حتى أنهم بدأوا في إيذاء وقتل المتبقي من أصحاب شيث؛ وبعد أن قبض الله شيث عليه السلام إنتشر الفساد وعمت الأرض الفتن والفجور والفواحش فأرسل الله إدريس وغيره من الأنبياء والرسل.
وقال المؤرخون: قام أنوش بعد وفاة أبيه شيث على منهجه من غير تبديل ولا تغيير ثم بعده ولده قَيْنَان، ثم من بعده ابنه مهلاييل وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملَك الأقاليمَ السبعة، ثم بعده ابنه يَرْد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده أخنوخ وهو إدريس عليه السلام على المشهور.
ويروى أنه إلى شيث عله السلام يرجع أنساب بني آدم كلِّهم اليوم، وذلك أن نسل سائر ولد آدم غير نسل شيث انقرضوا وبادوا لم يبق منهم أحدٌ.
والنبي شيث عليه السلام من الأنبياء الذين يوقرهم ويقدسهم أصحاب ديانة الصابئة وهم يقدرون بحوالي الستون ألفا معظمهم يسكن العراق وإيران حاليا ويقدسون أنبياء الله أدم وشيث (يسمونه شيتل) ،وإدريس ،ونوح ،وسام ابن نوح، ويحيى(يوحنا) ولهم كتاب مقدس هو "الكنز العظيم "ويؤمنون بتناسخ الأرواح، ومعبدهم هو"المندي" وهم يقيمونه على الجانب الأيمن من الأنهار له باب واحد يواجه النجم القطبي الشمالي ولابد فيه من مجرى مائي متصل بالنهر ومحرم على النساء، ويعتبرهم مشايخ الإسلام أهل ذمة بحكم أنهم كانوا أول من دعا بالتوحيد.
اقرأ أيضا:
من نزع الروح إلى تحلله لتراب.. لماذا يبدأ الموت من حيث انتهى خلق الإنسان؟ (الشعراوي يجيب)اقرأ أيضا:
قصة أصحاب الكهف.. العقيدة والإيمان أغلى من الحياة وبرهان على البعث .. هذا مكان الكهف اليوم