يتردد بين الناس أن الساكت مرتاح.. وأنه (يريح دماغه من القيل والقال)، والحقيقة هي العكس تمامًا، لأنه يتحمل ما لا يمكن أن يتحمله بشر، يسمع ما يؤذيه ويسكت، ويرى ما يؤذيه ويسكت، فتراه يبذل مجهودًا غير عاديًا في تحمل ما يراه ويسمعه، ويكون رده ليس بالكلام، حتى ينفس عن نفسه وما بداخله، وإنما بالسكوت، وهو ما يزيد من حجم الضغوط بداخله.. كأنه قنبلة قابلة للاشتعال في أي وقت.. أو بركان صامت قد يدمر كل ما حوله في أي لحظة.. لذا علينا جميعًا أن نحتاط لمن هم مثل هؤلاء، حتى لا تأتي لحظة الانفجار، وحينها لا ينفع الندم.. حتى أن أهل زمان كانوا يقولون: اتقي شر الحليم إذا غضب.
نعم للصمت فضل عظيم.. ولكن!
بالتأكيد للصمت فضل عظيم، ولكن الخوف كل الخوف أن يكون الشخص الصامت من الذين يكتمون غضبهم، ولكن في لحظة ما يزداد الغضب، فلا يستطيع أحد إيقافه، فتكون النتيجة سلبية..
فإذا كنت عزيزي المسلم، ممن يكتمون غضبهم، راجع نفسك، وتوقف قليلا لأن الخروج عن الشعور في أي لحظة نتائجه كارثية، فتعلم أن تكون ممن علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصمت، بل حتى فضل عدم الرد على الإساءة بالإساءة، وإنما الرد بالصمت، مع اليقين في أن الله سيعيد لك حقك كاملا.. وهذه أمور يجربها كثيرون، يصمتون أمام الإيذاء والإساءة، ويلجأون إلى الله لرد حقوقهم، فتكون النتيجة فوق مستوى أحلامهم وتخيلهم.. فلما لا تكون واحدًا منهم!
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟الإيمان في الصمت
أما عن فضل الصمت فحدث ولا حرج، فهو جل الإيمان، واليقين في الله عز وجل، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرها؟ قلت: بلى قال: طول الصمت، وحسن الخلق فو الذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما».. فمن صمت كأنما ترك أمره كله لله، فكيف تتخيل أن يعوضك الله؟!.. بالتأكيد فوق ما تتصور.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت».