اللغو آفة خطيرة من آفات اللسان قد تجر المسلم لارتكاب ذنوب عظيمة ومعاصي كبيرة، وتجعله يضيع أوقاته الثمينة فيما لا فائدة منه، فتضيع منه أوقات الطاعات والاجتهاد في العبادة قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في وصف عباده المؤمنين، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:1-3]
ويطلق اللغو في اللغة على التحدّث بالأمور والمواضيع التي ليس لها أيّة قيمةٍ أو فائدةٍ، بحيث لا يعتدّ بها ولا يؤخذ منها أيّ شيءٍ، ويطلق أيضاً على القول الباطل، والتكلّم دون تفكيرٍ.
أمّا اللغو في الاصطلاح؛ فهو ما لا فائدة منه من الكلام، دون أن يبلغ حدّ المعصية، أو كلّ الكلام الباطل، مع ما يكون من الشرك والمعاصي، وقد حثّ الله تعالى على الابتعاد عنه، كما جاء في سورة المؤمنون ، بحسب موسوعة "موضوع".
وفسّر ابن كثير -رحمه الله- اللغو الوارد في الآية القرآنية بالكلام الباطل، مع ما يتضمّن من الشرك والمعاصي والفواحش، وما لا فائدة منه من الأقوال والأعمال، وقال الله تعالى في موضع آخر في كتابه الكريم: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)،ويطلق اللغو أيضاً على اليمين الذي لا يعتدّ به، والذي لا يُؤخذ به المسلم.
ولخطورته فإن لفظ اللغو ورد ذكره في أحد عشر موضعاً من القرآن الكريم، وذلك تحقيقاً لعدّة معانٍ، فورد في عشر مواضع اسماً، وفي الموضع الأخير ورد بصيغة الفعل، ومن المعاني المرادة من اللغو؛ الكلام الباطل، والمراد بالباطل أيّ كلامٍ أو أي فعلٍ لا حقيقة له ولا أصل، أو أنّه يطلق على القبيح من الأقوال والأفعال، وهو المعنى المراد في أكثر المواضع التي ورد فيها لفظ اللغو، والمعنى الثاني للغو الوارد في القرآن الكريم يراد به؛ اليمين التي لا تعقد من القلب، أيّ ما يخرج من اللسان من غير تقصّدٍ وإرادةٍ له.
وفسّر ابن عباس يمين اللغو بأنّه ما خرج من الشخص أثناء حديثه دون أن يكون قاصداً له، وورد ذلك في موضعين من القرآن الكريم؛ الأول منهما ورد في سورة البقرة، والثاني في سورة المائدة من الآية التاسعة والثمانين، والمعنى الأخير المراد من اللغو؛ ما يطلق على المكروه من الكلام وما سقط منه، إلا أنّه روي عن بعض أهل العلم أن المقصود باللغو الشرك والكفر، منهم: الضحاك، وتحديداً في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، إلا أنّ الحسن البصري -رحمه الله- ذهب إلى القول بأنّ اللغو المقصود بالآية السابقة؛ جميع المعاصي.
وقد فسر العلماء (اللغو) بأمور ثلاثة:
أحدها: الشرك؛ لأنه باطل ولاغي يجب اطراحه والحذر منه.
الثاني: المعاصي؛ لأنها باطلة أيضًا يجب الحذر منها.
الثالث: كل شيء لا فائدة فيه ولا مصلحة فيه فهو من اللغو والمؤمن يجتنبه وهكذا المؤمنة.
وكل التفاسير صحيحة، فإن المؤمنين يجتنبون الشرك كله بأنواعه، ويجتنبون المعاصي ويحذرونها، ويجتنبون أيضًا كل شيء لا فائدة فيه ولا مصلحة لأنه يشغلهم عما هو أهم، فهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون حذرًا من أنواع الشرك كلها ومن سائر ما حرم الله من المعاصي، وحذراً أيضاً مما يشغله عما هو أهم من الأشياء التي لا فائدة فيها من قول أو عمل.
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةاقرأ أيضا:
تتبع خطوات الشيطان بمواقع التواصل حتى الوقوع في فاحشة الزنا.. كيف تتجنبه وتتوب منه؟