عزيزي المسلم، أتدري ماذا يعني أن تتم السيطرة على قلبك وعلى مشاعرك وعلى خيالك وعلى إحساسك .. وأنت إنسان في أعلى درجات الإحساس المرهف !.. يعني أن هذا هو المعنى الحقيقي لوجود (كل حاجة وعكسها ).. يعني أن تتحول (من قابل للكسر لضد الكسر ).. يعني أن تبني سور وحواجز ومسافات بينك وبين الآخرين .. ومع ذلك تكون في نفس الوقت قريبًا جدًا منهم..
يعني أن تحن جدًا وتشتاق جدًا لكن لا تفتح قلبك لأحدهم.. يعني أن تتمنى لكن لا تحتاج لأحد أو لشيء .. يعني أن تتوجع وتتألم جدًا بسببهم لكن وجعك أكثر عليهم .. يعني أن تحب وجودهم جدًا ومع ذلك تستسلم لفراقهم جداً ..
يعني أن يكون قلبك ملكك وحدك .. لكن لكل شعور تحسه مكانته كأنه استحوذ على قلبك .. يعني أن تكون في غمرة وجعك منهم لا يمكن أن تعاتب ..
قراءة الناس
في هذه الحالة تكون وصلت لمرحلة أنك تستطيع قراءة الناس جيدًا دون أي تبرير منهم.. فإما عذرهم أو تنسحب في صمت .. ما يعني أنك لن تدخل في جدال معهم كثيرا.. ليس لأنك تريد الراحة لنفسك أو لعقلك.. وإنما لأنك تحب راحتهم حتى من الجدال معك.
يعني بقدر ما أنك تعمل جيدًا أن مشاعرك غالية جدًا و مركبة جداً .. لكن أقل شعور تعبر عنه بمنتهى الجرأة والبساطة والوضوح.. يعني أن تكون مستسلمًا جدًا حتى لو بداخلك حرب .. وأن كل الذي تفعله يحدث في هدوء دون أن ينتبهوا هم لك نهائيًا.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟الضريبة
في هذه اللحظة، وأنت وصلت لمرحلة أن كل ما تشعر به لا يقدرونه ولليس على بالهم من الأساس.. فإن النتيجة الطبيعية هي عدم تقديرهم لك طالما أنهم لم ينتبهوا لك.. أما لو انتبهوا فمن المؤكد أنهم سيخشونك.
وهذه هي الضريبة .. وحينها تستحق أن تحرر قلبك .. مع العلم أن هذا سيكلفك كثيرًا جدًا .. سيكلفك فقدان الكثير من الناس وربما منهم من تحبهم، وتتمنى وجودهم بجوارك.. لكنك لاشك حينها ستعيش ملكًا .. بقلب حُر ..بروح منطلقة .. لك قوانينك وحساباتك الخاصه جداً جداً !
في وسط الغيوم التي تربطك بالناس، وبمن حولك.. دائمًا راجع نفسك، هل دائمًا أنت المجني عليه؟.. هل تكبت شعورك لتحافظ عليهم دائمًا.. هل دائمًا أنت الطرف الذي يتحمل ويتنازل؟.. إذا كان كذلك.. قف وراجع نفسك.. واجعل كل ما سبق وسيلة للتقرب إلى الله وفقط.. فمن كان الله وجهته أتته الدنيا راغمة لاشك.