قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل على أبي أيوب.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم السفل ونزل أبو أيوب العلو، فلما أمسى وبات جعل أبو أيوب يذكر أنه على ظهر بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل منه، وهو بينه وبين الوحي فجعل أبو أيوب لا ينام يحاذر أن يتناثر عليه الغبار ويتحرك فيؤذيه.
كيف نام أبو أيوب ليلته؟
فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما جعلت الليلة فيها غمضا أنا ولا أم أيوب.
فقال صلى الله عليه وسلم: " ومم ذاك يا أبا أيوب؟"، قال: ذكرت أني على ظهر بيت أنت أسفل مني، فأتحرك فيتناثر عليك الغبار ويؤذيك تحركي، وأنا بينك وبين الوحي.
قال: "فلا تفعل يا أبا أيوب.. ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن بالغداة عشر مرات وبالعشي عشر مرات أعطيت بهن عشر حسنات، وكفر عنك بهن عشر سيئات، ورفع لك بهن عشر درجات، وكن لك يوم القيامة كعدل عشر محررين؟ تقول: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا شريك له".
ومما كان يؤرق أبو أيوب أيضا أنه لما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: - بأبي وأبي - إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل مني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أرفق بنا أن نكون في السفل لما يغشانا من الناس" .
فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فأريق ماؤها، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء فرقا من أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مناشيء يؤذيه.
اقرأ أيضا:
النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبةالتبرك بطعام النبي
يقول: وكنا نصنع طعاما فإذا رد ما بقي منه تيممنا موضع أصابعه فأكلنا منها نريد بذلك البركة.
فرد علينا عشاءه ليلة وكنا جعلنا فيه ثوما أو بصلا فلم نر فيه أثر أصابعه، فذكرت له الذي كنا ننصع والذي رأينا من رده الطعام ولم يأكل، فقال: " إني وجدت منه ريح هذه الشجرة وأنا رجل أناجي فلم أحب أن يوجد مني ريحه، فأما أنتم كفلوه".
ولما ألح أبو أيوب في طلبه : " يا رسول الله، لا ينبغي أن أكون فوقك، انتقل إلى الغرفة، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمتاعه فنقل، ومتاعه قليل.