هناك لاشك فرق كبير بين شريك الحياة ورفيق الحياة.. وهذه العلاقة حتى تتواجد فإنها بحاجة إلى منحة إلهية.. وهذه المنحة تأتي لمن يختارهم الله عز وجل وفقط.. لمن يعلم أنهم يمتلكون قدرات معينة يستطيعون بها الوصول إلى هذه الدرجة، من بداية تحمل رحلة الحب إلى نهايتها.. تجارب عديدة ومطبات ومشاكل وأزمات، مؤكد لا يستطيع الكل تخطيها وإنما أناس بعينهم.
بدايتها رحلة بحث عن حب حقيقي متجسد في إنسان .. في هذه المرحلة يكون المرء في حالة انتظار (البطل ).. بطل يجسد لك أجمل صورة رسمتها في خيالك عن الحب .. الحب بقدسيته.. برونقه.. بقيمُه.. بعزته.. بكبريائه ..
المرحلة التالية هي التي تكتشف فيها أن هذا الشخص ليس بطلك المغوار !.. وهنا قد تعاني صدمة وفقد ..لكن لا تستسلم ..
فتعود بعدها مجددًا للبحث عن بطل آخر.. ثم تكتشف أيضًا أنه ليس البطل الذي تريده.. بل أنه بالأساس ليس هناك بطل تنتظره.
مرحلة الفقد
بعدها تأتي أهم مرحلة .. وهي مرحلة (ما بعد الفقد ) .. وجع و ألم وإحباط ويأس .. ووسط كل ذلك لن يتغير مفهومك مفهومك عن قدسية الحب .. ولا عن قدراته .. ولن تصل لمرحلة تقول فيها: ليس هناك حب بالأساس.. لأن الحب عقيدة بداخلك .. بداخل نسيجك وتكوينك .. بل هو المتحكم في أفكارك وسلوكك ..
هذه هي طبيعتك .. ولذلك نقول إن هذا الكلام للخواص وليس العوام.. لأنهم أناس طبيعتها هكذا، وهم لا يدركون ذلك.
هم فقط يعلمون أن الحب هو النور الذي يوجههم عن غير قصد!.. هذا النور لا يسمح لك بأي هزيمة .. ولن يسمح لك بالتعرض لأي إحباط أو يأس لمجرد فقد وقع لك.. وبرغم أن وجعك ومشاعرك ربما تكون أضعاف غيرك .. لكن هذا النور .. قوة تمنحك القدرة على الوقوف مجددًا.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟نقطة الضعف
بمجرد أن تتغلب على هذه المشاعر السلبية، وتقف من جديد بعد هذا الفقد والألم .. فأنت هنا تكون قد دخلت لدائرة أخرى مختلفة تمامًا عن السابق.. لأن هذا التعلق كان نقطة ضعفك التي تكسرك .. وتؤثر عليك .. لكن بهذه الدائرة أنت تحررت .. وطالما تحررت فأنت إذن بدأت تسلك طريق أول الطريق لنور الله !.
وهذا منحنى مختلف تمامًا خلال رحلتك.. وهي بداية مرحلة جديدة هي ( الاستغناء بالله ).. ومن هنا .. بدأت تتعرف على مفردات جديدة ومفاهيم مختلفة .. ولغه أخرى من المستحيل أن تفهمها قبل ذلك .. وستتعرف على مفهوم جديد تماماً للحب .. للحياة .. للرسالة.. للرحلة !
ستدرك أن البطل الحقيقي الذي تبحث عنه حتى يحقق لك كل أحلامك في الحب .. ليس هو بطل أحلامك .. بينما هو رفيق للرحلة .. رحلة الطريق إلى الله .. وليست رحلة البحث عن بطل !.. لأنك ستتذوق معنى أن تحب وأنت مستغني بالله ..