عزيزي المسلم، هناك البعض من الناس، من الوارد جدًا أن تلتقي بهم في حياتك اليومية.. تراهم كأنهم أحضروا لك قالبًا جاهزًا محددًا بمواصفات معينة، ومقاسات محددة لا تتغير .. لا يرونك سوى بداخل هذه المواصفات، ولا يستطيعون أن يغيروها أبدًا.. كأن يأخذ البعض عنك فكرة أنك سيء النية، وأنت غير ذلك، فلو حاولت أن تقنعهم ربما لن تصل لشيء سوى مزيد من الجهد دون نتيجة.
وعلى الرغم من أن الصفة التي يتعامل بها الناس معك، لا تشبهك من قريب أو بعيد، إلا أنهم يصرون عليها دون سبب، كأنهم لن يرتاحوا إلا ويروك دائمًا داخل هذا الوصف، مهما كانت بشاعته.. يبحثون بكل دقة وأهمية عن اي شيء كمبرر لأن ينعتوك به، حتى يصل الأمر حد أنه يكون (سمة أساسية بك).
السذاجة المفرطة
للأسف مثل هذه المواقف، تجعل منك إنسان غير مرغوب فيه طوال الوقت، ومحكوم على كل تصرفاتك حتى قبل أن تتنفس !.. لكن المشكلة ليست فيهم هم، وإنما بك أنت، أن تظل بمنتهى السذاجة المفرطة تفكر كيف ترضيهم !!
هنا كيف يكون الحل؟.. الحل الوحيد أن تتعامل بروية شديدة، حتى لو وصل الأمر لأن تكون كـ(الميت)، لا تؤثر فيك تصرفاتهم أو ألاعيبهم أو أحاديثهم عنك أبدًا مهما قالوا أو فعلوا.. لأنه ببساطة هناك أناس تكون الوسيلة الأفضل للتعامل معهم هي ألا تتعامل من الأساس.. ولا تفكر في فعل أو رد فعل، ولا حتى تفكر في أن تقدم أي تبرير.. لأنك لن تصل لشيء سوة مزيد من الحسرة والصدمة.. فتزيد خسائرك، ويزيد بالمقابل (الشماتة) فيك.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟أفق من صدمتك
هنا توقف قليلا، وأفق من صدمتك، وعد إلى ثباتك، وإياك أن تتخيل أنهم سيتغيرون، أبدًا، هما وضعوك في هذا القالب غير المنصف، وكذبوا على أنفسهم حتى تعايشوا مع الكذب فأصبح حقيقة بالنسبة لهم.
فليس أمامك الآن سوى أن تطبق الآية الكريمة، قال تعالى: «وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ».. وهنا اعلم جيدًا أن الهجر الجميل ليس لأجل أن يقدَّروه .. لا .. وإنما حتى تقتنع أنك فعلت الصواب، ومن ثم تستطيع المحافظة على سلامك النفسي وتنفذ أمر الله عز وجل في الهجر الجميل ..
عزيزي المسلم، لماذا الهجران هو الحل؟.. هل تقبل ببساطة أن تلتقي بأناس تكرهك .. تظلمك .. تشوهك .. تقابل الإحسان بالإساءة، هنا توقف وقرر ألا تستمر معهم، حتى تستمر حياتك بعيدًا عن الألم والجرح النفسي.. وتذكر دائمًا أن هكذا كان حال الأنبياء عليهم جميعا السلام.. أوذوا نفسيًا وبدنيًا، فكان بعضهم يجد الحل في الهجر.