يقول الروائي البرازيلي باولو كويلو: «في اللحظة التي عثرت فيها على جميع الأجوبة ، كانت كل الأسئلة قد تغيرت »، فنحن طوال الوقت نتعرض لأسئله ومواقف ولابد أن نجيب عليها .. لكن الفكرة والقضية الأهم، هو ما بعد الإجابة؟ !
فأنت قد أجبت ولكنك تنتظر النتيجة على هذه الإجابة، مثال: فعلت خيرًا.. من البديهي أن تنتظر المقابل.. الظالم الذي ظلمك .. بالتأكيد تنتظر نتيجته والعقاب المناسب له..
دائمًا ما تنتظر العوض .. لكن ماذا لو لم يحدث كل هذا؟!.. هنا تبدأ في محاولة استهلاك نفسك وطاقتك حتى تعرف لماذا هذه النتيجة لم تقع .. لماذا قابلوا الخير بِشَر .. كلمة لماذا.. ستكون بداخلك طوال الوقت.. كأنك تحاول البحث عن إجابة وسبب للنتائج التي تريدها.. وحتى لو توهمت أنك وصلت للإجابات التي تريدها، فستجد أسئلة أخرى عديدة تتغير كل لحظة ..
البحث عن إجابات منطقية
هل ليس من الضروري البحث عن إجابات منطقية وتفسير لكل ما يحدث في حياتنا، ولماذا بالأساس يحدث؟، ربما هو كذلك، لأننا طوال الوقت نتعرض لأسئلة جديدة.. ولو أننا استهلكنا قدراتنا وطاقاتنا في محاولات لفهم السبب وتحليل الحكمة من أي شيء ، بالتأكيد ليس من الضرورة الوصول للنتيجة المرجوة، وإن توصلنا لها ليس شرطًا أن تكون هذه النتيجة هي الحقيقة الثابتة المقنعة.. وبالتالي ما يحدث أننا يتم استهلاكنا ثم نتفاجئ بأسئلة جديدة واختبارات جديدة، وهكذا حتى تنتهي بنا الحياة ..
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟إذن بماذا نهتم في حياتنا؟
قد يسأل أحدهم، إذن بماذا نهتم في حياتنا، طالما أن كل الإجابات لا تفيد، ومتغيرة، وسنتعرض لاشك لأسئلة جديدة؟.. علينا أن نركز في الحل لأي سؤال نتعرض له، ويجب أن نحله أو نصل لنتيجة له.. لكن شرط أن يكون هذا الحل طبقًا لمنهج الله الواحد القهار، وليس طبقًا لأهواءنا، وأيضًا شرط أن يكون في حدود قدراتنا ..
وبعد أن نصل لحل لهذه الأسئلة، وبعد أن تكون قد بذلت كل ما في وسعك، اترك الأمر مهما كانت نتائجه ليست على هواك ، وإياك أن تضيع طاقتك ومشاعرك في محاولة أن تجد إجابة على السؤال، لماذا يحدث لي كل ذلك؟.. لأنك ستعود للدوران حول ذات المشكلة، والتعرض لأسئلة جديدة، وهكذا.. إذن الحل أن تدع الأمر كله بيد الله وحده، فقط مع اليقين في أنه سبحانه لن يضرك أو يخذلك.