أسوأ ابتلاء.. لاشك هو ابتلاء التفكير.. أن تدمن التفكير في التفاصيل بشكل مفرط.. وتسأل نفسك في كل موقف ألف سؤال.. هنا ردد دائمًا: «اللهم إني أسألك بالاً مطمئنًا وشاكرًا لما قسمته لي يارب العالمين».
يشغلك الكثير من الأمور، وتتوقف كثيرًا أمام أمور ربما تكون لا تستحق، وتتصور أنك بحجمك الضئيل هذا، وقدراتك الضعيفة هذه، تستطيع أن تفكر في كل شيء، وتسعى وراء كل شيء، وتنسى أن بالأساس هناك إله يقدر المقادير، لم يطلب منك أن تتحمل فوق طاقتك، ولا أن تعيش بين أسوأ الظنون.
وإنما يقول في حديث قدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».
تفاءل وانظر للأمام
تخيل عزيزي المسلم، لو أن شخصًا ما ظل يفكر في أمر ما سنوات، ماذا سيصل؟.. إلى لا شيء، فقط سيخسر سنوات عمره تمر دون سبب أو فائدة، لكن تخيل آخر لو أنه مر به أمر، وتركه لله، ولم يعش أجواء القلق أو التوتر، مؤكد الأمر سيختلف، سيكسب وقته ونفسه، والأهم، سيكسب فرج الله عز وجل عليه.. لأن الله لا يمكن أن يترك عبدًا لجأ إليه دون أن يرفع عنه البلاء، ويمنحه ما يرضي قلبه ويسعده.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟مبدأ إلهي
بالأساس هناك مبدأ إلهي، يحدد العلاقة بين الخالق وعباده، وهو: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ»، فلم التفكير، والله عز وجل يتعهد بذاته العليا أنه لن يحمل أحدًا فوق طاقته.
إذن أي مصاب تتعرض له، هو بقدر طاقتك تمامًا، وقد قيس بمقياس لا يمكن أن يخطئ أبدًا، إنه مقياس الله عز وجل ورحمته.
إذن فبدلًا من أن تلعن الظلام، من الممكن أن توقد شمعة، واخرج للشمس، وتابع حركة النجوم، ستدرك أن وراءها خالق عظيم، قادر على أن يحول لك أمرك للأفضل في لحظة.
وانظر إلى حجم التفاؤل في قول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قال له أبو بكر رضي الله عنه: لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، فقال عليه الصلاة والسلام: «يا أبا بكر، ما ظنك باثنينِ الله ثالثهما؟».