الكثير منا هذه الأيام، يبحث عن الثراء السريع، وللأسف يلجأ البعض لطرق ملتوية لكي يصل إلى هذه الدرجة، فكثرت سرقة الآثار، وتجارة الأعضاء، وكثير من الأمور المخالفة للقانون والشرع معًا..
لكن هل هناك طرق أخرى توصلك إلى الثراء السريع دون الوقوع في أي محرمات؟.. بالتأكيد يوجد..
قط عليك بهذه الحكمة: «القناعة كنز لا يفىي... كن قنوعًا تكن أغنى الناس».. فلو كنت تملك الملايين من الدولارات ومئات الأفدنة والعقارات، وقلبك غير راض، لا يمكن أبدًا أن تقنع، وبالتالي ستظل في عينك فقيرًا، وما ذلك إلى للجشع وليس للعوز.
أيضًا قد تتمنى ما عند غيرك، فيصل بك الأمر لحد الحسد والغيرة والحقد، وهي أمور نهى الله عز وجل عنها تمامًا.
قال تعالى:«وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمً» (لنساء: 32).
كيف هي الحياة الطيبة؟
الحياة الطيبة.. هل تعني فقط حياة الأغنياء وامتلاك الأموال والأراضي والعقارات؟.. لو كانت كذلك ما كان الله عز وجل يعرّف لنا ما هي الحياة الطيبة في قوله تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (النحل: 97).
إذن العمل الصالح هو الطريق للحياة الطيبة، أو بلغتنا هذه الأيام، (الثراء السريع)، فأي فضل أهم من أن تعيش مرتاح البال!؟.. بالتأكيد لا يوجد.. لكننا وضعنا كل تركيزنا في أن الثراء هو المال، مع أن راحة البال ورضا المولى عز وجل عنك أغنى من كل أموال الدنيا كلها.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟غنى النفس
كما قلنا ربما تملك الكثير من المال، ولا تشعر براحة البال.. وما ذلك إلا لأن نفسك غير قنوعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ، قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس».
إذن الفلاح كل الفلاح في أن ترضى بما قسم الله لك، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم ورزقَ كفافًا، وقنعه الله بما آتاه».