سيدنا رسول الله بلغ رسالة رب العالمين كاملةً كما أراد الله تعالى، فقد أرشد العباد إلى عبادة الله وحده دون الإشراك به، وجعل منه المولى سبحانه القدوة الحسنة، قال الله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، .. اتمام الرسول لرسالته جعلته يأسر القلوب حبّاً بما حباه الله -عز وجل- من مكارم الأخلاق وأرفع الخصائص.
بل أن اتمام الرسول صلي الله عليه وسلم لرسالة كرس محبة الرسول في قلوب المؤمنين ويقصد بمحبة الرسول ميل قلب المؤمن إليه ميلاً يتحقّق فيه إيثار حبّه على كلّ ما سواه، بل إيثار حبّه على حب النفس، ممّا يدفع المسلم لجعل همه وفكره منشغلان بما يُرضي الله ورسوله من أقوالٍ وأفعالٍ، لذلك كانت محبة الرسول من أَجَلِّ وأرفع أعمال القلوب، وأصلٌ عظيمٌ يتوقف على وجوده كمال الإيمان.
اتمام الرسول لرسالة ربه أوجب لسيِّدنا رسول الله ﷺ على المؤمنين حقوقٌ فرضها ربُّ العِزَّة له، آكدُها الإيمانُ به، وتصديقُ نُبوَّته، واعتقاد عِصمته، ثمَّ مطابقة شهادة اللِّسان لما وَقَرَ في القلب بأنَّه رسول الله ﷺ؛ فإذا اجتمع تصديق القلب ونُطْق اللسان تَمَّ بذلك أصلُ الإيمان.
ومن الثابت التأكيد أنه لا يكتمل إيمانُ عبدٍ حتى يكونَ ﷺ أحبَّ إليه من نفسه، وولده، ووالده، وزوجه، ومسكنه، وماله، وجميع النَّاس، ومِن الماء البارد على الظمأ، ولا يصاحبُه في الجنَّة إلا مَن أدَّى حقَّ محبَّته على وجهِه؛ وهو القائل ﷺ: «المرء مع مَن أَحَبّ». [متفق عليه]
ومنْ حقوق سيِّدنا رسول الله ﷺ على أُمَّته طاعتُه، واتباعه، والاقتداء بهديه، وامتثال أمره، والانقياد له، والتزام سنته، ومُدَارَسة سيرتِه، والرِّضا بحُكْمِه، والتَّسليم لما جاء به، والتَّخلُّقُ بأخلاقه، والتَّأدب بآدابه في العُسْر واليُسْر، والمَنْشَط والمَكرَه، وإيثار شَرعِه على الشَّهوة والهوى، والوقوف عند حدِّه، واجتناب نهيه، والحذر عن مخالفته، أو هجران سنته، أو الابتداعِ في دينه.
الاقتداء بسنة النبي من أعظم النبيالتي يجب علي العبد تالمؤمن القيام بها مصدقا لقوله تعالي من أطاع الرسول فقد أطاع الله .. لذا وفي المقابل فمن رَغِبَ عن سُنَّتِه موعودٌ بسوء العِقاب، مُبعد عن حَوْضِهِ، مردُودٌ عليه عملُه، مخذولٌ، خَسْران، والتَّقوّلُ عليه أشنع من التَّقَوّل على غيره، ومن كَذَبَ عليه مُتعمِّدًا فليتبوأ مقعدَه من النَّار.
ومن حقوق الرسول لدي أمته كذلك تعظيمُه، وتَعْزِيرُه، وتَوْقِيره، وإكرامُه، والنُّصحُ له، والشَّوق إليه، وإكرام اسمه، والتَّسمية به، وحُبُّ لقائه، والذَّبُّ عن عِرضِه، والنِّفاحُ عن سُنَّته، ونَفْي الكذبِ عن حَدِيثِه، ومُعادَاة مَن عَادَاه، وبُغضُ مَن أبْغَضَه، ومحبةُ مَنْ أحبَّه، وإكرامُ مَشَاهِدِه وأمكنتِه في مكةَ والمدينة، وزيارةُ قبرِه، وشدُّ الرِّحَال إلى مسجدِه، وقصدُ الصَّلاة فيه، والتَّبرُّكُ برؤيةِ روضتِه، ومِنبرِه، ومجلسِه، ومَلَامِسِ يديْه، ومَوَاطِئِ قدميْه، والعمودِ الذي يستند إليه، ومواطن نزول جبريل بالوحي عليه.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهالذا يجب علي المسلم الحفاظ علي حقوقه صلي الله عليه وسلم لدي أمته عبر الامتثال التام لأوامره وتجنب ما ينهي عنه والانقياد التام لسنته والابتعاد عن كافة أنواع البدع والرد علي اتهام للنبي او محاولة التقليل من شأنه بكل قوة فالسكوت علي أي محاولة للإساءة اليه صلي الله عليه وسلم تقدح في إيمان المؤمن .