نعم.. هناك أناس يغلقون كل الأبواب، ويرفضون أي عودة للتسامح مهما كانت الأسباب.. يتمسكون بقول «لا».. والأغرب أن (لا) هذه غير كل اللاءات الأخرى التي يقولها الناس..
( لا ).. يقولونها ليس لأجل ألا يشعرون بالألم والوجع.. وإنما يقولونها لشيء أهم لديهم من فكرة الوجع ذاته.. وهي أنهم يعيشون حياتهم بشكل صحيح وبالطريقة التي ترضيهم..
هم ليسوا بأناس صعب المراس أو مختلفين أو لا يجيدون التسامح.. لكنهم بالتأكيد يعلمون ماذا يريدون.. لذلك حينما يقولون (لا) تكون حاسمة جدًا وفاصلة في علاقاتهم بالآخرين.
الرضا عن الآخرين
مثل هؤلاء البشر، بالتأكيد رضائهم عن الآخرين أمرًا ليس بسهل، وإنما قد يكون في غاية الصعوبة، لكن الفكرة أن معايير رضائهم مختلفة .. لأن احتياجاتهم من البشر أصبحت بلاشك مختلفة ..
هؤلاء الناس لم يصلوا إلى هذه الدرجة من التفكير فجأة، وإنما كل ما مروا به في حياتهم تعلموا منه كيفية الاستغناء بالله.. فقد تراهم أنانيين .. قساة القلوب .. عنيدون و مغرورين .. بل ومعقدون نفسيًا.. لكن لو تصورتهم هكذا تكن رؤيتك سطحية جدًا.. لأن الأمر مختلف.
حتى تكون قد وصفتهم بما فيهم، ولم تظلمهم.. فعلى الأقل اعتبرهم غريبي الأطوار وفقط.. لكن ليس بالضرورة أن تفهمهم أو تقترب منهم، لكن عليك أن تحترم اختلافهم وتقدر اختياراتهم.. وكن واعيًا بحق أن كلمة ( لا ) التي قالوها يومًا ما، لم تخرج منهم على عجل أو بسهولة، لأنها من أصعب القرارات في الحياة .. تأثيرها ليس كونه رفَض وفقط ..
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟تأثير (لا)
تأثير (لا) الأكبر أن كل ( لا ) يقررها هؤلاء، فإنها تغير فيهم وتشكل منهم نسخة جديدة .. إنسان جديد بأبعاد أخرى تمامًا ..
إنسان بالنسبة لك ربما يكون مختلف وغريب .. لكن بالنسبة لنفسه عاقل يعرف كيف يختار ويحدد مهامه، ومع من يستكمل حياته، ومن لا..
في المقابل لابد أن نعي جيدًا أن التسامح فن، يختلف مقداره من شخص لآخر، لكن ليس الشخص غير المتسامح بالأناني، وإنما هي قدرات، فضلا عن أنه قد يكون تعرض لظروف ومواقف أوصلته لمرحلة صعبة من أن يسامح.
فالتسامح خلق الأنبياء لاشك، وبالتأكيد أيضًا هي صفة من صفات الرحمن، قال تعالى: «وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ » (النحل: 61).