صاحب فيديو ادعولي أنا انتهيت يودع الحياة بعدما كتب لابنته هذه الرسالة الباكية
لم يكن يتصور أن حياته ستنتهي بهذه السهولة.. فهو الشاب الطموح الذي يحب الحياة ويتعلق بها ويأمل أن يحقق أمانيه غدًا.
محمد مجدي ضحية جديدة من ضحايا
كورونا.. تغيرت أحواله وكشرت له الدنيا بعدا ابتسمت.. فبمجرد أن أصابه المرض اسودت الدنيا أمام عينه لا سيما وهو يرى ابنته الصغيرة تلهو أمامه وهو الذي يحبها حبا شديدا.
المرض يزداد يوما بعد يوم.. حركته بدأت تقل .. ابتسامته العريضة تحولت لعبوس.. اعتزل الناس واستشعر النهاية وهو ما زال شابا.. دعا الجميع عبر مواقع التواصل أن يدعوا له وقال كلمته التي رجت مواقع التواصل من خلال الفيديو الشهير له وهو يقول: "ادعولي أنا انتهيت".
لاقى الفيديو رواجًا كبيرًا وتفاعل معه المئات وكلهم يدعون له بالشفاء العاجل.. غير أن القدر كان له رأي آخر.
حياة محمد فعلا بدأت تنتهي.. كل يوم يمر عليه يشعر أنه مولود جديد.. كلما استيقظ من نومه أحسن كأنه بعث من الموت.. أحلام الموت وهواجس الآخرة سيطرت عليه لدرجة كبيرة جعلته لا يستعذب الحياة بل ملّها..
كل حياته أظلمت .. الفيرس انتصر في معركته.. لم يعد بإمكانه أن يقاوم.. والموت هو الغائب الذي ينتظره في كل لحظة..
نظرات ابنته تلاحقه.. ضحكاتها ما تزال ترن في أذنه .. ابنته هي الكابوس الذي لاحقه إذ كيف سيتركها فهو لا يتصور حياته بدونها .. ولا حياتها بدونه.
لم تعد لديه حيلة.. فكتب
رسالة إليها.. كتبها ودموعه تتساقط على خديه قال لها:
"كان نفسي أشوفك دكتورة كبيرة، أنا بعمل الي عليا يا بنتي عشان أفضل معاكي في الدنيا بس يا حبيبتي لو مقدرتش أكسب المرض خلاص أسف والله”.
وتابع: "اسمعي كلام ماما وأهلها، واوعي تبعدي عن أهل بابا يا حبيبتي، أبوكي أطيب واحد في العالم كله، وكل الناس بتحبك عشان ربنا بيحبك، ملحقتش أعملك مستقبل بس حب الناس أقوى".
مات محمد مجدي شاب ابن مدينة طنطا .. مات الشاب الثلاثيني .. وخلف وراءه آلاما تحملها أجيال..