عزيزي المسلم، كل الأشياء والظروف لها صلاحية.. فلا تضيع عمرك في الانتظار، قد يفوت عمر طويل في انتظار شخص يقترب منك، ومع ذلك لا يفعل، ربما هو لا يراك بالأساس.. وقد يمر عمر طويل وأنت حزين على وداع أناس نسوك بالأساس.. واستمروا في حياتهم كأن لم تكن.. وقد تتحمل حماقة أحدهم سنوات، وفي النهاية لا يقدر لك ذلك..
لذا اعلم يقينًا، أن كل مشاعر مهما كانت سيأتي يوم وتنتهي.. ومن ثم بات من غير الضروري أن تترك مشاعرك دون لجام.. فأمير المؤمنين عمر ابن أبي طالب رضي الله عنه له قول شهير عظيم: «اعتزل ما يؤذيك».
راقب وقتك
عزيزي المسلم، راقب وقتك، لأنه يمر دون رجوع، فلا تضيعه في انتظار أشياء قدر لها ألا تأتي أبدًا.. وإياك أن تأتي متأخرًا، ويكون الوقت مر، والظرف تغيرت، وضاع عليك ما كنت تنتظره.. واعلم أن الأيام لا تقدم أي احتواء أو بديل.. كما أنها لا تقدم أية اعتذارات .. ولا إجابات .. وإنما تمحو الأيام كل شيئ.. لكن يستمر أثره تاركًا جمود ودرسٍ قاسٍ.
لذا اعلم أن مكانك الذي تركته فارغًا على أمل أن يأتي يوم وتشغله.. سيسد مكانه عزة النفس والكرامة.. فلتكن عزتك تاج رأسك مهما كانت الظروف.
حاول أن تحتوي الناس قبل أن تنتهي صلاحيتك لديهم وداخلهم.. ألم يكفك كل هذا التأخير؟.. لكن كل هذا يحدث وأنت مرفوع الرأس.
يقول المولى عز وجل مادحًا أهل العزة: «مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ » (فاطر: 10).
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟مركزيتك الله
هنا لابد أن تكون مركزيتك الله وحده سبحانه وتعالى، لأنه وحده القادر على أن يرفع من قدرك ويحافظ على عزتك بين الناس، فمن طلب العزة من غير الله تعالى كتب الله له ذلاً وعذابًا.
قال تعالى: « كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا * وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا » (مريم: 79 - 82)..
حينها مهما مر الوقت، لن تتأخر عن ما قدره الله لك، لأنك ستنتظره وأنت موقن تمام الثقة في الله وفقط.