عزيزي المسلم، بداخلك الكثير والكثير مما لا تعلمه عن نفسك.. لأنك ببساطة لا يمكن أن تتعرف على كل ما بداخلك بسهولة.. لأن اكتشافك لحقيقتك يحتاج للكثير من المجازفة.
لذا يقول متصوف هندي: «جازف لتكون حقيقيًا فالوقت الذي نعيشه مستخدِمين الشخصية الزائفة الذي نعيش بها هو انتحار بطيء نمارسه على أنفسنا».
ربما لا توصلك المجازفة إلى ما تريد لكن بلاشك ستجعلك تكتشف نفسك وتفاصيل داخلك ستفاجأ بها .. وحينما تكتشفها ، سيكون معك أدوات أكثر تساعدك كيف تصل لما تريده بشكل أبسط.
المجازفة نوع من أنواع الشجاعة، ربما قد تكون غير محسوبة العواقب، لكن الجيد فيها أنها تقتل بداخلك الخوف والقلق، وتعلق قلبك دائمًا بالله وفقط.
وقد حث النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أمته على الشجاعة، وجعلها سببًا لحب الله ورضاه، يقول صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يحبهم الله عز وجل، وذكر منهم: ورجل كان في سرية، فَلقوا العدو، فهزموا، فأقبل بصدره، حتى يقتل، أو يفتح الله له».
اقرأ أيضا:
8 قواعد ونصائح ذهبية تعينك على مواجهة صعوبات الحياةتعلم الشجاعة
إن كنت جبانًا، تعلم الشجاعة، فالمسلم بالأساس لا يعرف الجبن، لأنه يرمي كل همومه وشئون حياته على الله عز وجل، فيتشجع قلبه بالله، ويكون سنده وعونه دائمًا، وقد رفض الإسلام الجبن بالكلية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «شر ما في الرجل: شح هالع، وجبن طالع».
لم يكلفك الله فوق طاقتك ولم بطل منا ما لا نقدر عليه، بل حتى أنه في الحروب قال ما نستطيع ترتيبه علينا أن نجهزه والباقي على الله،، إذن الشجاعة هي الوثوق في الله عز وجل جل الوثوق، قال تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ » (الأنفال: 6).
أحب إلى الله
أيضًا لكي تكون الأحب إلى الله عز وجل، كت شجاعًا، جازف لكن بشرط أن يكون الله عز وجل سندك وقوتك.
إذ يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير».. فإن انتهت المجازفة للخير كان الحمد والشكر أول ما تفعله، وإن كان العكس، فالصبر على البلاء هو الرد المناسب.
وفي الحالتين إنما يدل على أنك قوي بالله عز وجل، يقول صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن.. إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له.. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له».
اقرأ أيضا:
كيف تستعيد محادثاتك المحذوفة في "واتسآب"؟