بعدما عاشت معه فترة طويلة وأنجبت له ثلاث بنات.. تسلل المرض إليها وكل يوم ينظر إليها يرى وردتها تذبل شيئا فشيئا وهو لا يطيق البعد عنها.. كيف تتركه وهي سر فرحه وراحته.. كيف تموت وتتركه وحده يعاني ألم الفراق؟
يحاول الزوج بكل قلبه أن يتشبث بها ويتوسل إليها ألا تتركه وحده لكن دون فائدة..!!
نص الرسالة:
ملك الموت الآن يقبض روحها، وزوجها بجوارها ينظر إليها حين توقف القلب عن العمل.. ودموعه تسبقه ومشاعره مضطربة.. فلم يجد إلا هذه الكلمات ليودع بها زوجته ورفيقة دربه.. فكتب يقول:
"هذه الرسالة لكى زوجتى الحبيبة سمر
واتمنى منكم تدعوا لها ..ولا تتكبروا
 زارنا الموت..
ما كنش العشم يا ام ملك مش ده الى اتفقنا عليه يا غالية .النهرده و بكرة مرتبط بوجودك قولتلك مش هقدر اكمل لوحدى . ملك وليلى وجميله بيسآلونى عليكى كتير ومرتبين هدومهم ولعبهم علشان لما تيجى تتبسطى وتحضنيهم . (وحشتينى يا سمر) ووحشنى قعدتك الهادية وريحتك وضحكتك واكلك واهتمامك وخوفك علينا . كان كل طموحك بيتك وبناتك وتعيشى سرك هادى مالكيش طلبات راضية ومتسامحه وبكلمه تتراضى نفسيتك كانت سهله . ولما تقوليلى خلى عندك دم وساعدنى وبلاش تطول على الكافى شوب بالليل وتعالى بدرى وبرضه كنت متمرد ومش بسمع الكلام وكنتى تسامحى وتعدى عاوز اقولك (وحشتينى يا سمر) . عارفك مش مقصره مع البنات وبتجيلهم فى الحلم كل يوم وبتلعبى معاهم وتغنيلهم وهما بيحكولى . ملك يا سمر رافضه قبول حتى فكرة بعدك حاولى بالله عليكى تساعدينى وتقوليلهم فى المنام وطمنى قلبهم وقلبى ,
وصيتك لي يا سمر طول ما انا عايش اطمنى مش هقصر فيها.
سأتذكر أخلاقك وعلمك وطيبتك وقوتك وإصرارك والتزامك امام الله.. والتزامك معى بما اتفقنا عليه منذ ٨ سنوات اننا نبنى أسرة لا تهدم.. والحمد لله لم تهدم ولن تهدم بغيابك.. كان لكى الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى بناء هذه الأسرة وفِى بنائى انا ودفعى للامام .. وتركتى بناتك الأبرار وهم الآن سندى من بعدك .
حبيبتى أنا لست وحدى أنتى معى فى كل لحظة وفِى كل خطوة حتى القاكى.. أن دموعى لا تكفى لفقدانك وعقلى يتشبث بصورتك واحمد الله أنه يقوينى وأنا أقبل إرادته ومشيئته.. دعواتى من قلبى أن يجعل الله لكى مكانا فى الجنة فقد هيئتى لنا جميعا بعشرتك جنة على الأرض.. كم أحببتك امرأة هى لى وطن.
صديقتي العزيزه عشنا معا مؤمنين بالله راضين بقضائه و قدره ، وسأظل على هذا الإيمان بعدك ، فكما آمنتِ واحتسبت ورضيت بما كتبه الله لكِ من البلاء والمرض، وأردتِ أن يحتسب لك الله ذلك في ميزان حسناتك، فكذلك أنا أحتسب إلى الله صبري وفقدي لامرأة مؤمنة ملأت بيتي نورا.
زوجتي الحبيبة
حاولنا دائماً أن نبقى معاً لآخر العمر، لكن لم يخطر ببالنا أنّ اللقاء لا يدوم، وأنّ القضاء والقدر هو سيد الموقف، وأنّه ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر، وتقلباته. صعب علية اني اشوف أحتضارك بعنيه وانا واقف عاجز واقوم بتجهيزك وتجهيز مراسم الدفن ونقل جسدك الطاهر الي مثواكي الاخير بمصر وادفنك بآيدي .
زوجتي الشهيدة بمشيئه الله :
 لن انسا أخر لقاء بيننا لما قولتيلي ( معلش تعبتك يا حبيبي وبوستي ايدي وقولتيلي ربنا يبارك في عمرك ويجبر بخاطرك ويراضيك ويفتحها في وشك.). عندما أخبرني الطبيب بتوقف القلب لاول مرة ومن اللحظه دي ايقنت بوجود ملك الموت بالغرفه . قولتله بالله عليك براحه علي ام ملك خد الامانه علي مهلك وقولتله قول لسيدنا النبي احمد بيسلم عليك وبيوصيك علي ام ملك خليها جنبك واشملها بشفاعتك لحد ما نتقابل في الجنه.
احسنوا لمن تحبون ف والله إن الشوق بعد الموت لا يطاق مش قادر أوصف حالتي إلا بجملة إن الله مع الصابرين .
في قلبي دائما يا أم الغاليات ( ملك _ ليلي _ جميله) .وما تنسنيش في التشفع والي جوارك وجوار سيدنا النبي.
زوجك المخلص أبو ملك".
تعقيب:
إن ما كتبه الزوج يعبر بصدق عن محبته البالغة لزوجته التي تملته طول حياتها ولم تتخل عه يوما.. الزوج يعاني فراقها.. وكذا بناتها لكنها إراداة الله.
إن ما تحمله هذه الرسالة من مشاعر تكفي لئن تجدد علاقتنا بذوينا زوجتنا واولادنا فحتما مهما طال اللقاء لابد من افتراق وسنكون في هذا الموقف ..
اغتنم علاقتك بزوجتك واحترمها وتبادلا الود.. تشاركا وتعاونا وتآلفا وقلل من النزاع معها واحتويها كما تحتويك حتى لا تندم كثيرا على تقصيرك في حقها وقت الفراق.
الرسالة التي تركها الزوجة لم يتركها لزوجته فقط بل تركها لنا جميعا في شخص زوجته.. ولذا حظيت بتأييد كبير وتفاعل على مواقع التوصل الاجتماعي.
كانت تعليقات المتفاعلين باكية لحد كبير وقلوبهم تدمع .. وألسنتهم تلهج بالدعاء أن يرحم الله الزوجة ويثبت زوجها على الفراق.