عزيزي المسلم، حينما تتعرض لظلم من شخص ما .. تصنفه أنه ظالم .. وحينها لن تستطيع رؤية أي خير أو نجاح يقع له، وهذا جحيم تعيش فيه أكثر من شعورك بالظلم نفسه ..
لذا عزيزي جيدًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين شخص ما ظلمك .. وآخر ظالم بالأساس!
المشكلة هنا أنك ستريد أن يتعامل معه المولى عز وجل ويحاسبه حسب هواك (وعلى مزاجك )!!.. تريد أن تراه ( ضائعًا.. خسرانًا على الأقل ، وتطمئن أنه داخل النار لا محالة !.. وهنا أنت لا تدرك أنك تريد أن يظلمه الله كما ظلمك هو.. كأنك تريد أن تلغي كل أعماله الجيدة، ولا يبقى له سوى عمله السئ.. وبالتأكيد هذا مستحيل… لأن ببساطة الله عز وجل عادل .. عادل مع المظلوم ومع الظالم !
ما هي مشكلتنا الأساسية؟
مشكلتنا في مجموعة من الأمور:
١- الحكم بسطحية بالنتائج اللحظية التي تراها على من ظلمك و مقارنتها بنتائجك ..
٢- غير قادر على أن تستوعب أن الله عز وجل قادر أن يرد لك حقوقك وفي نفس الوقت هو عادل تمامًا في محاسبة من ظلمك .. ولن تستوعب أني من ظلمك له أفعاله الطيبة الأخرى بعيدًا عنك
٣- طبيعة الإنسان .. عجول .. والصبر صعب ..
٤- أنت ومن ظلمك وكلنا عباد الله وخلقه .. والأصل أن الله عز وجل بعظمته لا يريد لنا جميعًا سوى الرحمة والجنة
آيات كثيرة في القرآن الكريم تتحدث عن الظلم .. وهذه الآية من الآيات التي كل كلمة فيها بحاجة لأن تحفر في قلوبنا ، وأن نواجه بها أي ضعف أو فقدان ثقة أو إحباط تجاه أي شعور بالظلم ، قال تعالى: «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ».
آية تكفي لأن تفهم أن حقوق العباد لن تضيع، وأنه في ذات الوقت الله عز وجل عادل ولا يظلم أحدًا أبدًا.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟ما الحل إذن؟
ماذا نفعل إذن؟.. إياك أن تجعل وجعك من الظلم ينسيك أنه اختبار لك .. صحيح أنك في هذا الموقف لست ظالمًا لكنه لاشك اختبار على الصبر وعلى أمور قد لا تفهمها في وقتها، ومنها: اختبار في سلامة قلبك - واختبار معيارك في الرحمة - وفي العدل - وفي الغل - وفي العفو - وفي الكِبر - وفي الحق - وفي أنك تتعدى على الله عز وجل في أفعاله ومقاديره ومن داخلك تشكك في صفاته..
فأنت لاشك تُختبر في وقتك وفي تفكيرك وبالك ومشاعرك وطاقتك وصحتك، التي سخرتهم كلهم .. لموقف واحد .. ولشخص واحد .. بحجة أنك مظلوم ولك عذرك !
الجأ إلى الله وفقط وادعوه بهذا الدعاء: « رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ».. يخرجك من ضيق الظلم لوسع الصبر والرحمة.