يبحث الكثير من الناس عن الثروة، ويحلم بالثراء السريع، وربما يضيع عمره في الحديث عن هذا الوهم، ويلهث وراءه، كما يفعل بعض الباحثين عن الكنز المزعوم تحت الأرض من آثار وغيرها، وربما ينفق البعض ماله على الدجالين والنصابين للحفر هنا وهناك ظنا منه في وجود هذا الكنز لتحقيق أحلامه وأوهامه، في الوقت الذي لا يلتفت فيه الإنسان للكنز والثروة الحقيقية وهي الوقت الذي يهدره أغلبنا دون أن يشعر، رغم كون الوقت هو السبيل الوحيد لتحقيق الثروة الحقيقية غير المبنية على الوهم والخرافات.
ثروة المسلم
فالوقت هو ثروة المسلم الحقيقية والمسلم الناجح هو الذي يقدر هذه الثروة حق قدرها فيسعى لاستثمارها بالطاعات وفعل الخيرات.
لذلك أقسم الله تعالى بالوقت وقال: {وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3].
قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: "أقسم الله تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟استثمار الوقت في رضا الله
فاستثمار الوقت في رضا الله سبحانه يجهز المسلم للإجابة عن أسئلة عظيمة يوم القيامة.
فعن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم».
وعن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
قال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله تعالى : " فكأنه صلى الله عليه وسلم قال : هذان الأمران إذا لم يستعملا فيما ينبغي : فقد غُبن صاحبُهما فيهما ، أي : باعهما ببخس لا تحمد عاقبته ، فإن الإنسان إذا لم يعمل الطاعة في زمن صحته : ففي زمن المرض بالطريق الأولى ، وعلى ذلك حكم الفراغ أيضاً ، فيبقى بلا عمل ، خاسراً ، مغبوناً .