كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس بأصحابه، يسمع حكاياتهم ونوادرهم، ويتناشدون الأشعار بين يديه، ويبتسم لفرحهم.
مزاحه مع القبائل:
يقول أحد الصحابة: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على أناس من أشجع وجهينة، فمازحهم، وضحك معهم.
قال: فوجدت في نفسي، قلت: يا رسول الله تضاحك أشجع وجهينة؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفع يده تحت منكبي، ثم قال: «أما إنهم خير من بني فزارة، ومن بني بدر، وخير من بني الشريد، وخير من قومك، أو لا أستغفر الله».
فلما كانت الردة لم يبق من أولئك الذين خبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد إلا ارتد.
قال: وجعلت أتوقع قومي، أهمني ذلك مخافة أن يرتدوا، فأتيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وكان لي صديقا، فقصصت عليه الحديث، والأمر الذي أخافه، فقال: لا تخافن أما سمعته يقول: «أو لا أستغفر الله» .
مع أصحابه:
وعن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا بني» .
وروى أي جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: له «مرحبا».
وقال الصحابي عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه: قلت: يا رسول الله إني أضع تحت رأسي خيطين، فلم يتبين لي شيء، فقال: «إنك لعريض الوسادة» ، وفي لفظ: لعريض القفا يا ابن حاتم، هو بياض النهار من سواد الليل، وذلك حينما تأول قول الله تعالي:" حتي تبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر".
وعن أسيد بن الحضير رضي الله تعالى عنه أن رجلا من الأنصار كان فيه مزاح فبينما هو يحدث القوم يضحكهم إذ طعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود كان في يده.
فقال: يا رسول الله أصبرني، قال: «اصطبر» قال إن عليك قميصا، وليس علي قميص، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قميصه،فاحتضنه، وجعل يقبل بطنه، قال: أردت هذا يا رسول الله.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فأتني أزيهر أزيهر» وهو يقوم يبيع متاعه في السوق، وكان رجلا دميما، فاحتضنه من خلفه، ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني، من هذا؟
فالتفت فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره لصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من يشتري العبد؟
فقال: يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولكن عند الله لست بكاسد» ، أو قال: «ولكن أنت عند الله تعالى غالب» .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاموقف طريف مع زوجاته:
تقول عائشة رضي الله تعالى عنها : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحريرة قد طبختها، فقلت لسودة، والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها: كلي، فأبت أن تأكل، فقلت: لتأكلين أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي فيها، فلطختها، وطليت وجهها فوضع فخذه لها وقال لها: «لطخي وجهها» فلطخت وجهي، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمرّ عمر رضي الله تعالى عنه فقال: يا عبد الله، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيدخل، فقال: «قوما، فاغسلا وجوهكما» ، فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم منه.
وروى عبد الله بن بسر المازني رضي الله تعالى عنهما قال: بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب فأكلته، فسألت أمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا» ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآني قال: «غدر غدر» .