الكاتب الأمريكي الدكتور كريج كونسيدين كتب مقالا أشاد فيه بمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم في محاربة الرق والعبودية واحاديثه عن أن الناس متساوون ولا فرق بينهم بسبب اللون او العرق.

قال الكاتب الأمريكي: ولد بلال بن رباح في العبودية ، وهي حالة تفاقمت بعد أن أصبح من أوائل المؤمنين الذين اتبعوا تعاليم النبي محمد.

كان والد بلال عبدًا عربيًا وكانت والدته أميرة سابقة في إثيوبيا الحديثة، والتي كانت مستعبدة أيضًا.

السيد الذي كان يخدمه بلال عاقبه على إسلامه وجره حول مكة وشجع الناس على السخرية منه، حتى أنه حاول إجباره على التخلي عن إيمانه بوضع صخرة كبيرة على صدره وتثبيته على الأرض.

لكن بعيداً عن نبذ إيمانه، أظهر بلال تحدياً وقوة في وجه الاضطهاد والعنف.

بلال عبداً يصبح معلماً

وأضاف الكاتب الامريكي مستعرضا قصة تحرير بلال رضي الله عنه من العبودية:متأثراً بصمود بلال في العقيدة الإسلامية، أرسل النبي محمد أحد أقرب أصدقائه، أبو بكر، لدفع ثمن حرية بلال.

بمجرد إطلاق سراحه، برز بلال إلى الصدارة في المجتمع الإسلامي المبكر وعينه النبي محمد لخدمة المسجد باستخدام صوته الرخيم لدعوة المؤمنين للصلاة.

كان بلال رجلًا أسود، وبالنسبة للبعض، جعله سواده غير صالح لهذا الشرف.

في إحدى المرات، قال رفيق النبي، رجل يدعى أبو ذر، ليهين من بلال: "أنت نجل امرأة سوداء"

وواجه هذا توبيخًا سريعًا من النبي محمد: هل تسخر منه أمه السوداء؟ لا يزال هناك بعض أثر الجهل فيك.

كان الجهل الذي حدده النبي محمد متجذرًا في الرأي المضلل بأن عرق الشخص يعكس شخصيته الأخلاقية أو وضعه الاجتماعي.

في الواقع، كانت رسالة النبي محمد للمساواة العرقية تتناقض بشكل صارخ مع العداوات العرقية السائدة في القرن السابع للجزيرة العربية.

يشير العلماء إلى الفترة التي سبقت مجيء الإسلام باسم الجاهلية، زمن الجهل الذي اشتمل على العنصرية.

أول مناهضة للعنصرية في التاريخ

يمكن القول أن النبي محمد كان أول شخص في تاريخ البشرية يعلن، بعبارات لا لبس فيها، أنه لا يوجد شخص فوق الآخر بحكم العرق أو اللون.

وقد تبلور هذا التصريح في إحدى خطب النبي البارزة: خطبته الأخيرة، كما هي معروفة، والتي ألقيت على جبل عرفات عام 632 م.

في تلك الخطبة، أدان النبي محمد بشكل لا لبس فيه العنصرية عندما قال:

ينحدر كل البشر من آدم وحواء، العربي ليس له فضل على غير العربي، وليس لغير العربي فضل على العربي، الشخص الأبيض ليس له فضل على الشخص الأسود، ولا الشخص الأسود لديه أي فضل على الشخص الأبيض، إلا من خلال التقوى والعمل الصالح.

منذ ذلك الحين، ألهمت تعاليم النبي محمد البشرية على المساواة العرقية والسعي لتحقيق العدالة للجميع.

مالكولم اكس - لا عنصرية في الإسلام

خذ بعين الاعتبار حياة الحاج مالك الشباز، المعروف أكثر باسم مالكولم إكس، زعيم الحقوق المدنية، المسلم الأسود الذي حارب العنصرية في الخمسينيات والستينيات.

بعد أداء الحج، كتب مالكولم رسالته الشهيرة من مكة، حيث قال:

كان هناك عشرات الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء العالم، كانت من جميع الألوان، من الشقراوات ذات العيون الزرقاء، إلى الأفارقة ذوي البشرة السوداء، لكننا كنا جميعًا نشارك في نفس الطقوس، وأظهرنا روح الوحدة والأخوة التي قادتها تجربتي في أمريكا إلى الاعتقاد بأنه لا يمكن أن توجد أبدًا بين الأبيض وغير الأبيض.

وأضاف أنه لم يسبق له أن رأى الأخوة الصادقة والحقيقية التي تمارسها جميع الألوان معًا، بغض النظر عن لونها.

يمثل الحج لمالكولم تحولا بعيداً عن العنصرية ونحو المساواة العرقية.

بين الغطرسة والجهل

شجعت تعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) جميع الناس على السعي نحو مناهضة العنصرية، وهو أمر مختلف تمامًا عن عدم العنصرية.

في حين أن غير العنصريين لا يعبرون علانية عن آراء متحيزة، إلا أنهم لا يعملون أيضًا على تفكيك العنصرية في أي مجتمع معين.

قام نبي الإسلام بتحدي وتفكيك العنصرية السرية والعلنية والمنهجية من حوله. لقد حدد العنصرية كأعراض وحدد السبب الجذري لها كغطرسة في قلب الإنسان.

مستوحاة من تعاليم محمد

عندما يصبح عالمنا أكثر تنوعًا وترابطًا، من الضروري أن نسعى جاهدين لاتباع تعاليم النبي محمد.

أنا لست مسلمًا، ولكن يجب أن أقول إنني متأثر بشدة بنموذج مناهضة العنصرية للنبي محمد، لأنه أظهر أن الشخص متميز على شخص آخر ليس بالعرق، بل بالأحرى بجودة الشخصية والسلوك والأخلاق.

أنا كريج كونسيدين لمركز الأمير شتاين.

عن الدكتور كريج كونسيدين

الدكتور كريج كونسيدين، أمريكي كاثوليكي وهو من مواساتشوستس.
بصفته عالم اجتماع، يركز على الدين والإسلام والمسيحية والأديان والعرق والعرق والهوية بالإضافة إلى البحث المقارن.