وها مر تسعة أيام من الشهر الكريم، فهلا توقف قليلاً وحاسبت نفسك على ما مضى، فإن رأيت نفسك أحسنت فزد في الإحسان: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (التغابن: 16).
أما إن كنت مقصرًا فعد سريعًا، وحاول أن تستغل الأيام المتبقية، وتذكر قوله تعالى: «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ».
أعد تنظيم وقتك
الأيام المتبقية، تتطلب ضرورة إعادة تنظيم وقتك مجددًا، وارفع همتك خصوصًا خلال العشر الأواخر من رمضان، والتي تتضمن بدورها، ليلة القدر، التي هي خيرًا من ألف شهر، فأكثر من الصدقات على غرار ما كان يفعل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، في مثل هذه الأيام المباركات، قال تعالى: « فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ » (المائدة: 45).
وأكثر من التقرب إلى الله بشتى الطرق، اعف عن الناس إن كان بينك وبين أحدهم أي خلاف، قال تعالى: «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ » (الشورى: 40).
اسأل عن جارك، وصالحه إن كان بينكم أي شيء غير جيد.. ورد الحقوق لأصحابها إن كنت لأحدهم حق لديك.. وإياك أن تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق.
اظهار أخبار متعلقة
الجمع بين الطيبات
حاول أن تجمع بين الطيبات، بين الصوم، والصدقة، وحسن الخلق، وطيب الكلام، وإطعام الطعام، فقد صحّ عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصل بالليل والناس نيام».
اتق الله عز وجل، واقتد بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ » (المزمل: 20).