عزيزي المسلم، يا من تسأل لماذا الاهتمام الزائد بشهر رمضان، دونًا عن بقية الأشهر؟.. الإجابة ببساطة لأن رمضان بين أحد عشر شهرًا كنبي الله يوسفَ عليه السلام بين أحد عشر كوكبًا، فلا تقتلوه، ولا تلقوه في الجب،و لا تبيعوه بثمن بخس، بل أكرموا مثواه عسى أن ينفعنا.
اجعل من رمضان ميدان سباق، تحقيقًا لقوله تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ » (آل عمران: 133)، فهو مجال واسع ورحب للمنافسة إلى الله عز وجل.
قال تعالى موضحًا ذلك: « وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ » (المطففين: 26)، وهو ما نبه إليه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كي نكون في رمضان من المتنافسين لا المتخاذلين، وألا نهمل صلاة وصيامًا، وصدقات وزكاة، وخلافه من أعمال الخير، لئلا نخسر الكثير.
اقرأ أيضا:
"إلي مثواه الأخيرة " خطأ شرعي فتجنبه ..لهذه الأسبابإن كنت تبغي الخير أقبل
رمضان شهر الخيرات، لذلك كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة في رمضان، صادًقا، متصدقًا، مقيمًا لليل، محافظًا على الصلوات الخمس والنوافل، كن كأنك في
مضمار منافسة ومن يجتهد أكثر يصل أسرع.. فاجتهد بقدر ما تستطيع، لاشك ستصل.
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقتْ أبواب النيران، وصفدتْ مرَدة الشياطين، ونادى منادٍ مِن قِبَل الله - عز وجل -: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر».
إيمان واحتساب
وصف الله عز وجل شهر رمضان، بأنه «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، أي أنه يمر سريعًا، لذا إياك عزيزي المسلم، أن تفرط في دقيقة واحدة فيه، لأنه ستمر سريعًا ولن تعود، فصم واحتسب يغفر الله لك كل ما سبق.
النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، فاصلح النية وصف قلبك، تسعد مرتين في الدنيا والآخرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه»، وقال سبحانه: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ » (يونس: 58).