تمر أيام رمضان، اليوم تلو الآخر، حتى يجد المرء نفسه وقد خسر الكثير من الوقت دون الاستفادة منه، فأيام رمضان على الورق شهر، لكن في التطبيق سويعات قليلة، تمر علينا دون أن نشعر بها، بل أنها عند البعض دقائق معدودة، ممن يصلي الفرائض فقط.
بل هناك من يخسر الشهر كله، ممن يمر عليه الشهر لا يصوم ولا يصلي، أو ممن صلى وصام وهو يسب هذا ويغتاب هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، ووسط كل هؤلاء هناك من يبحث عن طريقة لتنظيم وقته، حتى يستفيد كل الاستفادة الممكنة من الشهر الفضيل.
عزيزي المسلم، ابدأ يومك في رمضان من السحور، وليس من الاستيقاظ صباحًا، تسحر، كما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة».
ثم اقعد تتلو بعض من آيات الذكر الحكيم، حتى أذان الفجر، صلي الفجر جماعة من أهل بيتك، كن أنت إمامهم، وإن كانت هناك بعض الوقت للذكر، فاقعد بعضًا من الوقت ولو ربع ساعة، تذكر فيها الله عز وجل، بالتسبيح والتكبير.
وتذكر أن خير الذكر: «لا إله إلا الله.. وسبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم».. ثم نام ما شئت حتى موعد شغلك.. اخرج لأداء عملك.. فإن عدت حاول أن تنام قليلاً في القيلولة، ثم استيقظ لصلاة العصر جماعة مع أهل بيتك أيضًا.. ومن بعد صلاة العصر حتى المغرب، اجعلها لقراءة القرآن.. ومن الممكن أن تجمع أهل بيتك حولك كلاً يقرأ في ورده.
اظهار أخبار متعلقة
العمل الجماعي
رمضان شهر العمل الجماعي، لذا بمجرد انطلاق مدفع الإفطار، لا تتردد في مساعدة أهل بيتك في تحضير الإفطار، واحرص وأنت على المائدة، أن تسأل الله عز وجل ألا يحرمك هذه الصحبة، فاللصائم دعوة لا ترد، استغلها وقت الإفطار، ولا يعيبك إن ساعدت زوجتك في غسل الأطباق بعد الإفطار، بعد أن تكونوا انتهيتم من صلاة المغرب، ومع دخول العشاء، تجهز وتحضر ججيدًا لأداء الصلاة جماعًا أيضًا.. ثم قف إمامهم في صلاة التراويح.
وهنا صل ما شئت، من الممكن أن تصلي 11 ركعة، أو 20.. بقدر استطاعتك صلي ولا تتردد.. ثم اخلد إلى النوم قليلا حتى موعد السحور.. وهكذا كل يوم.. ستشعر في آخر رمضان بإحساس مختلف، كأنك نجحت في عملك، ستشعر برضا الله عز وجل عنك، ستشعر أنك عشات ليلة القدر، وكأن الله عز وجل اختصك من بين البشر لتعلمها وتقوم فيها مع أهل بيتك.. مع هذا التنظيم سينتهي رمضان وأنت راضٍ عن نفسك.