مثل هذه الظروف التي نعيشها حاليًا ربما تساعد على انتشار اليأس والظلام بين الناس، لكن حتى في مثل هذه الظروف، وإن زادت وكثرت عليك الهموم، فعليك الاقتراب دائمًا ممن يفتحون في روحك نوافذ من نور، ويقولون لك إنه في وسعك أن تضيء العالم.. بضع كلمات بسيطة وقد يغلفها الخيال، لكنها تبعث الطمأنينة، وتحيي الأمل، وتفتح نفسك للحياة من أوسع أبوابها.
فالإسلام يدعونا إلى بث الطمأنينة والأمل في نفوس الناس مهما كانت الظروف، فمن يثق في الله لاشك يدرك أن النهاية دائمًا ستكون في صالحه، ينام ويستيقظ وهو موقن بأن القادم أفضل مهما حلكت الظروف.. ومهما زاد الظلام لابد أن يغمر النور يومًا ما.
لذا عزيزي المسلم، كن باعثًا للتفاؤل بين الناس، وليس العكس، لأن الناس في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها، لا تتحمل مزيدًا من عبارات اليأس والإحباط.. ومن أولى خطوات النجاح، التفاؤل، وأجمل ما قيل فيه قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لا طيرة، وخيرها الفأل»، قال: وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم»، وفي رواية: «ويعجبني الفأل الصالح، الكلمة الحسنة».
كأنه صلى الله عليه وسلم يلخص حالنا هذه الأيام، ويدعونا جميعًا لتكرار الكلمة الحسنة المبنية على التفاؤل، والبعد كل البعد عن أي كلمات قد تقتل فينا روح الأمل.
الكلمة تفاؤل
اجعل من الكلمة قبل نطقها تفاؤلاً، انثر الحب والأمل بين الناس، كن أنت البادئ، لا تكن عامل ضغط إضافي على الناس، يكفي ما هم فيه، وخذ من نبيك الأكرم صلى الله عليه وسلم، مثالا يحتذى في ذلك.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا يحب التفاؤل في الأمور كلها حتى أيسرها، ومن ذلك تفاؤله في الأسماء، كما ورد في سيرته: أنه لما وصل إلى مفترق طرق وهو متجه إلى خيبر، فقال له الدليل: يا رسول الله، هذه طرق كثيرة كلها تؤدي إلى المقصد، فقال: «سمها لي»، فذكر منها حاطبًا، وحزنًا، وغيرها، فرفض أن يسلكها حتى قال: وهذا مرحب، فسلكه صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم، بنفسه يتفاءل لمجرد اسم، فما بال البعض مصاب باليأس والإحباط، ولا يسعى لبث التفاؤل والأمل في مثل هذه الأيام العصيبة؟!.. كن متفائلًا في حياتك، وانظر إلى المستقبل بإيجابية.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يربط على بطنه حجَرًا من شدة الجوع، والصحابة في خوف شديد يضرب الصخرة في غزوة الخندق، وهو يردد: «الله أكبر.. أعطيت مفاتيح الشام».. فمهما كان ما نمر به لعله أهون كثيرًا مما مر به النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة، ومع ذلك استمر ولم ييأس يومًا.