"ثلثي البشر في هذه الأوقات تغيرت أحلامهم في زمن كورونا، وهو تغير دائم، وليس مؤقت،
فالأحلام تغير في تركيبة الشخص، ونفسيته، وستكون سبب في تغير المجتمعات"، هذا ما أكده الدكتور محمد طه أستاذ الطب النفسي بجامعة المنيا، متحدُا عن الأحلام في زمن كورونا.
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن معظم الأحلام للأشخاص حول العالم، تتعلق بخمسة أمور وهي، نهاية العالم، والفقد، والمرض، الخطر، نهاية كورونا، بينما تفردنا في مصر بأحلام العائلة، تجسيد الفيروس في شكل أسد، وفأر، وما اشتقنا له في ثقافتنا وحرمنا منه.
اقرأ أيضا:
رأيت نفسي داخل الكعبة وأعطوني التمر.. ما تفسير الرؤيا؟وقال طه أن أحلام الناس في مصر على 10 أنواع ومجموعات وهي، الحلم
بالفقد، ثم مجموعة الحلم بالمرض سواء للشخص نفسه أو لأحد أحباؤه، ثم ثالثًا أحلام ما يسمى بـ "مجموعة المخاطر"، وتكون عبارة عن مطاردات، وهدم، وخطف، ودمار، وانفجارات، وهذا يوحي بالاحساس العميق لدى الناس بالخطر.
أما رابع ما يحلم به أغلب الناس في زمن كورونا، في مصر، فهي مجموعة تعبر عن العجز وقلة الحيلة، كالتوهان في الأماكن، وعدم الحل في الإمتحان، وعدم القدرة على قيادة السيارة وتعطلها فجأة، أما الأحلام الخامسة فهي تعبر عن "الفيروس" كالحلم بفأر يقرض جلدنا، أسد يهاجمنا في البيت، كلب يعضنا، حرامي في الشقة، صرصار يطير ولا يستجيب لأي رش من مبيدات، وخناقة مع صينين، وظهور ثعبان في البيت يجري وراء الشخص، غزو فضائي، فيلم رعب، إلخ.أما سادس مجموعة من الأحلام فهي تعبر عن "الحظر"، محبوس في مكان لا أعرف الخروج منه، أريد أن أخرج من البيت ولا أجد باب الشقة، شخص يقول لي خليك في البيت، بينما تعبرالمجموعة السابعة من الأحلام عن العلاقة بين أفراد الأسرة داخل البيت بسبب المكث معًا طويلًا.
وتعبر المجموعة الثامنة من الأحلام عن الرغبة في الخروج من حالة الحظر والعزل المنزلي، مثل الحلم بأنك سافرت لمحافظة أخرى وكان الفيروس قد انتهى، معي شنطة سفر وذاهبة لشراء أشياء، راكبة طائرة ومسافرة وسعيدة.
اقرأ أيضا:
رؤيا المطر في المنام هل تدل على قدوم خير؟.. تعرف على أشهر التأويلاتالمجموعة التاسعة من الأحلام في زمن كورونا، تعبر عن الائتناس في الأزمات بمن نحبهم وغادروا الحياة، لنشعر بالإطمئنان، فالبعض حلم بوالدته المتوفية وكانوا متجمعين مثل زمان، والدتي المتوفية تطبخ، خالتي المتوفية تعطيني ملابس جديدة، عمتي المتوفية تعود للحياة، حماي المتوفي يضحك لي ورفض يقبلني بسبب كورونا.
أما المجموعة العاشرة والأخيرة، مثل جيراني يأكلون عندى وأنا لا أعرفهم، في مدرستي الثانوي مع اصحابي وكنت سعيدة لأنها كانت أحلى فترات حياتي، شخص كان مؤذي لي وتزاورنا وتصالحنا، الحياة رجعت تاني وبدأنا نزور بعض وانتهت كورونا، هذه كلها تعبر عن انشغال العقل الباطن بما بعد كورونا، والرغبة في ممارسة كل ما تم الحرمان منه.
وعن سبب تغير أحلام الناس في زمن كورونا، أوضح أستاذ الطب النفسي أن "المخاوف" غيرت أحلام الناس، لأن حركتها في النفس شديدة، ولأن الأيام بسبب العزل أصبحت تشبه بعضها بدون تجديد، و"الحلم" هو المتنفس الوحيد للحركة والتغيير، كما أنه أصبح هناك فرصة للنوم ساعات أطول فأصبح هناك أحلام أكثر.