الخلوة الإلكترونية مصطلح جديد جاء تماشيا مع معطيات العصر الحديث الذي احتلت فيه وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي مكانة عظيمة.
والخلوة بصفة عامة كلمة تكلم فيها الفقهاء قديما وضبطوها وقسموها ورتبوا عليها أحكامًا وهي عندهم تعني انفراد الرجل بامرأة أجنبية في مكان يأمنان فيه من الاطلاع عليهما، وهي منهي عنها؛ نظرا لما تؤدي إليه غالبا من الوقوع فيما حرمه الشرع من الزنا ودواعيه.
أما الخلوة الإلكترونية فلا تختلف كثيرًا عن الخلوة الشرعية عند الفقهاء إلا من حيث اختلاف المكان؛ إذ الرجل يجتمع مع المرأة الأجنبية عبر تطبيقات إلكترونية ويمكنهما تبادل الأحاديث الخاصة، كما يتبدلان إن أرادا صورًا ومشاهد ونحوها تتعلق بممارسة الفاحشة أو مقدماتها، ولا يتمكن أحد من الاطلاع عليهما في الغالب
فإذا كانت الخلوة بصفة عامة محرمة لما يترتب عليها من أضرار تضر بالطرفين وتؤثر على الإيمان، وقد ورد النهي عنها في أحاديث كثيرة، منها ما أخرجه الشيخان عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والدخول على النساء...) (صحيح البخاري)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم..).
والشرع يحرم هذا مظنة إثارة الفاحشة ومن ثم الوقوع في الحرام، فالخلوة الإلكترونية تدخل في النهي أيضا بدلالة هذه النصوص؛ إذ القصد من تحريم الخلوة هو سد ذريعة الفساد بارتكاب فاحشة الزنا ومقدماته؛ إذ هي وسيلة للإغواء والإغراء وتزيين الحرام، وهذا نفسه ما يتحقق بالخلوة الإلكترونية لما يترتب عليها من آثار سلبية خطيرة، وهو واقع نلمسه جميعا دون مجاملة أو مواربة.
يزداد التحريم ويكون آكد لو أضيف إلى الخلوة الإلكترونية بمعنها السابق الذي يعلمه الجميع ما يحدث أحيانا من تبادل عبارات وأحاديث مثيرة للشهوة وهو ما يضر بالطرفين وينتج عنه آثار اجتماعية تنهار فيها الأسر ويقل الإيمان.
وقد ترتب على انتشار الخلوة الإلكترونية محاطر كثيرة تكلم فيها علماء الاجتماع إذ فرقت بين المرء وزوجه وجعل الخلاف سيد الموقف فكثير من الحالات فاستباح الكثيرون المحرمات استسهالا وتجرؤا لأتفه الأسباب.
وقد ساعد على انتشار الظاهرة عدة أمور منها:
-قلة الوازع الديني لدى الطرفين.
-سهولة الأمر خاصة مع مهارة استخدامه.
-أمن العقوبة في معظم الأحيان.
-إمكان إخفائها ومن ثم يضمكن عدم المراقبة خاصة لمن لديه معرفة بمهارت الاستخدام.
-غير مكلفة عادة إذ يمكن تحصيلها من خلال الهواتف في أي مكان دون داع للخروج والمقابلات والهديا مثل ما كان يحدث قديما.
المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تحيط ببعض الأسر فتأتي هذه الدردشات كمهرب منها يلجأ إليه ضعاف الإيمان والشخصية.
ويمكن حل هذه المشكلة ومعالجتها بعدة نقاط، أهمها:
- إقبال الناس على الله والتعرف على حكمها الشرعي كما مر بيانه.
-أيضا بمعرفة أنه كما تدين تدان فكما تفعل هذا مع الغير ستبتلى في الغالب بمن يضرك فيمن يخصك من أولاد وآل بيتك.
- أيضا التعرف على المشاكل الاجتماعية الرهيبة المترتبة عليها.
-وأخيرا التعود على مواجهة المشاكل الاجتماعية والنفسية ومحاولة حلها بأساليب صحيحة والاستعانة بمن لديه خبرة في هذا لمساعدتك متى احتجت إلى هذا.