كثير من المبدعين في هذا الزمان، يشتكون مر الشكوى من عوائق تقف في طريقهم، ومن أناس يسعون دائما لوضع حجر العثرة أمامهم، بل ومزيد من المطبات والعوائق والأزمات.
والحقيقة، على الرغم من أنه بالتأكيد هذه أمور نهى عنها الدين والشرع الحنيف، لكن من ممن نشر فكره أو علمه بين الناس لم ينل حظه من التعثر والحرب؟!.. فبالأساس لا يمكن أن تكون مبدعًا حقًا إلا بعد أن تجتاز كافة الصعاب مهما كانت.. حتى يكون نهاية الطريق الوصول للهدف.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟فهذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل أنبياء الله عز وجل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، حتى نشروا رسالتهم الحقة بين الجميع.
لا تيأس
إذا تتبعت قصص الأنبياء، ستجد العجب العجاب، أصحاب الرسالة الحقة كيف يعاملون من قبل البعض، ويحاربون، بل وينكل بهم بأشد أنواع التنكيل.
فهل هناك أكبر من أن يدعو نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، الأمة لمدة ثلاث سنوات كاملة سرًا؟!.. وهو بالأساس يدعو الناس للهداية ولا يريد منهم شيء سوى تعليمهم وتوجيههم نحو الحق.. ومع ذلك ثلاث سنوات سرًا، ثم ثلاث سنوات حصار لكل من آمن به، لدرجة أنهم كانوا يأكلون الحجر وورق الشجر، ثم الطرد والهجرة من بلدهم ووطنهم الأم لأكثر من بلد، حتى ينتهي بهم المطاف في المدينة المنورة، ثم حروب وغزوات لعدة سنوات.. ولكن في النهاية يكون الفتح.
وهكذا حال المبدع لا يمكن أن يصل إلى فتحه المبين إلا بالمرور على مثل هذه الأشواك، وإلا ما تعلم معنى التعب والصمود في مواجهة اليأس.
ليس المسلمون فحسب
الإبداع بالتأكيد ليس مرتبطًا بالمسلمين فحسب، وإن كان المسلمون الأوائل أبهروا العالم من إبداعاتهم وابتكاراتهم واختراعاتهم، ومنهم على سبيل السرد لا الحصر: «أبو بكر الرازي … ابن سينا … أبو الريحان البيروني … أبو يوسف الكندي … الحسن بن الهيثم … عبدالرحمن الخازني».
وغيرهم كثيرون، جميعهم تعرض لمطبات وعوائق كبيرة، لكنهم آثروا النجاح على الفشل فوصلوا وهدوا الناس إلى عظيم العلم.. وهذا إديسون مخترع الكهرباء، فشل ما يقرب من 2000 مرة، حتى استطاع الوصول إلى أهم اختراع عرفته البشرية وهو الكهرباء.. فهلا واصلت طريقك دونما أن تنظر يمنة أو يسرى، فقط في اتجاه هدفك.. ومؤكد سيتحقق لا محالة.